نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 577
المفتاح السابع عشر في علم المعاد و تحقيق حشر النفوس و كيفية رجوعها
إلى الله تعالى و فيه إشراقات
الإشراق الأول في تذكر القول في ترتيب ما يحدث في الإنسان حتى يعود
من أنقص المراتب إلى أعلاها بعد ما نزل منه فيكون كالدائرة فإنها يبتدئ من أول و
ينتهي آخرها إلى أولها
إن أول ما يحدث من فيض العالم الأعلى في الإنسان بعد القوة الهيولانية
هي القوة التي يتحفظ بها صورة جسميته و تركيب بنيته ثم القوة التي يتغذى بها و
ينمو ثم التي بها يدرك الملموس من أوائل الكيفيات كالحرارة و البرودة و أشباههما
ثم التي بها يحس الطعوم ثم التي يشعر بالروائح و بعد اللامسة و الذائقة و الشامة
فاضت عليه قوة السمع و البصر و هما أشرف الحواس إذ يدرك بهما أمورا بعيدة المسافة
عن آلة الإدراك يحدث معها القوة النزوعية إلى ما يحسه فيشتاقه أو يكرهه ثم يحدث
بعد ذلك قوة أخرى تدرك المحسوسات الغائبة و يجتمع عندها أمثلة الأشياء مفارقة عن
موادها و يحفظ بها ما ارتسمت عن مشاهدة الحواس بعد غيبته عنها ثم قوة أخرى متصرفة
فيها بالتفصيل و التركيب و لها قوة الوهم و الذكر و الاسترجاع و يقال لها المتخيلة
و بها يستوفى درجات الحيوانية و أعلى مراتبها ما يصدر عنه الفكر و الروية فهذه
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 577