responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 562

حيلة الغراب أ هذه كلها بكيفية المزاج أو بطبيعة جرمية لا يريب عاقل في امتناع ذلك و كذا احتراز الغنم عن الذئب إن كان عن شخص جزئي منه يحفظ في الخيال فلم يكن يحترز عما يخالفه في المقدار و الشكل و اللون و إذ ليس فعن معنى كلي يستلزم نفسا مجردة لم يجز في العناية الإلهية إهمالها دون الارتقاء إلى رتبة الإنسان التي هي باب الملكوت و مفتاح خزائن الجنة الدخول إلى السعادة العقلية عند المفارقة.

و الجواب أن لكل حيوان ملكا يلهمه و يوحيه و هاديا يهديه و قائدا يسوغه إلى خصائص أفاعيله العجبية كما في قوله‌ وَ أَوْحى‌ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً [1] و بعض هذه الأفاعيل غير مستبعد عن ذوات المشاعر الجزئية على أنا لا ننكر أن يكون لأعداد من الحيوان قريبة الدرجة إلى أوائل رتبة الإنسان حشر إلى بعض البرازخ السفلية الأخروية.

تذنيب اعلم أن الكلام في مباحث هذا المقام طويل و ذكر تفاصيل مذاهب التناسخية و حجج كل فريق منهم و مناقضة كل رأي من آرائهم يؤدي إلى إطناب فطوينا عنها كشحا اقتصارا على ما يكفي لطالب الاستبصار و صرفا للأوقات فيما هو الأهم و الأحرى لسالكي عالم الأنوار.

ثم أسخف الفلاسفة رأيا في التناسخ و أقلهم تحصيلا و أبعدهم تحريفا عن طريق الحق طائفة ذهبوا إلى امتناع مفارقة شي‌ء من النفوس عن الأبدان لأنها جرمية السنخ مترددة في أجساد الحيوانات فيقال لهم إن هذه النفوس إن كانت كلها منطبعة فمع مصادمته للبرهان القائم على تجرد النفوس الإنسية ينافي مذهبهم لامتناع انتقال الصور و الأعراض من محل إلى آخر و إن كانت كلها أو الإنسية منها مجردة الذوات فالعناية مقتضية لإيصال كل موجود إلى كماله و غايته و كمال الإنسان إنما يحصل له في النشأة الثانية سواء كان سعيدا أو شقيا أما الذين سعدوا ففي الجنة و أما الذين شقوا ففي النار و سيأتي زيادة تبصرة


[1] . نحل 68

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست