و ما عرفا أن الله تعالى ما أعطاهم‌ [1] تلك الموازين إلا ليزنا بها لله لا على الله فحرما الأدب و من حرم الأدب عوقب بالجهل بالعلم اللدني الفتحي فلم يكن على بصيرة من أمره ثم قال و لما وزن متكلم‌ [2] بميزان عقله ما هو خارج عن العقل لكونه وراء طوره و هو العلوم الإلهية سيما ما يتعلق بالنسب الإلهية لم يقبلها ميزانه و رمى به و كفر به و تخيل أنه ما ثم حق إلا ما دخل في ميزانه و المجتهد الفقيه وزن حكم الشرع بميزان نظره فإذا أراد أن يزن بميزانه ما حكم به المجتهد الآخر الذي خالفه كالشافعي المذهب إذا أراد أن يزن بميزانه تحليل الذي قبله ميزان الحنفي لم يمكنه فحرم عين ما أحل غيره فرمى به ميزان الآخر و لم يكن ينبغي لأحدهم مثل ذلك إلا بالتقليد [3] و الشرع قد أوجب على كل مجتهد ما أداه إليه اجتهاده و حرم عليه العدول عن دليله فما وفى الصنعة حقها و أخطأ الميزان العام الذي يشمل حكم الشريعة [4] و هو الذي استند إليه علماء هذه الطريقة [5] بلا خلاف في أصول الأدلة و في فروع الأحكام فالميزان العام يمضي حكم كل واحد [6] و لكن العامل بالميزان العام قليل لعدم الإنصاف و لأجل ذلك كان حرمان الفقهاء و العلماء النظار عن أن يلجوا باب هذا العلم الشريف الإحاطي الذي يسلم كل طائفة ما هي عليه سواء قادهم ذلك إلى السعادة أو الشقاوة و لا يسلم أحد طريقهم‌ [7] سوى من ذاق ما ذاقوه أو آمن به كما قال أبو يزيد إذا رأيتم أحدا ممن‌ [8] يؤمن بكلام أهل هذه الطريقة و يسلم لهم ما يتحققون به فقولوا له يدع لكم فإنه مجاب الدعوة فالله يجعلنا ممن جعل له نورا من النور الذي يهدي به من يشاء من عباده‌ [9] إلى صراط مستقيم‌

[1] . أعطاهما، فتوحات‌

[2] . المتكلم، فتوحات‌

[3] . بالتقييد، فتوحات‌

[4] . الشريعة على الإطلاق، فتوحات‌

[5] . علماء الشريعة، فتوحات‌

[6] . واحد منهما، فتوحات‌

[7] . و لا يسلم له أحد طريقة، فتوحات‌

[8] . من، فتوحات‌

[9] . عباده حتى يهدي به إلى، فتوحات‌