responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 479

حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ‌ [1] أي نوع البشر و إن كانت أفراده متماثلة إلا أن لبعض النفوس مقدارا عند الله لا تفهمونه.

بل نقول لا بد للنبوة من جهتين إحداهما نظرا إلى عناية الخالق الذي له الخلق و الأمر فإن من لم يهمل أخمص القدمين دون التقعير مع قلة نفعه بل تكميلا للزينة و من لم يضع تقويس الحاجبين إلا موترا بوتر أهداب العيون و تسويد أشعارها مع حقارة فوائدها فبأن لا يسوغ الضنة بإفاضة النبوة على روح من الأرواح البشرية مع كونه رحمة للعالمين كان أحرى و أولى.

و الثانية نظرا إلى حاجة الخلق لأن في العالم الصغير الذي هو الهيكل الإنسي متى لم يكن رئيس مطاع لقواه يستوي كل واحد منها على مكانه لخرب سريعا حيث أصبح كل منها مطاعا مطيعا بل لا بد للكل من أمير واحد ينتهون بزجره و يأتمرون بأمره ما أتيكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا [2].

و إذا كان أمر العالم الصغير لا يتم و لا يتمشى دون أمير قاهر فما ظنك بعالم العناصر المثار لآثار الفتن المكمن لأنواع المحن فلا بد للخلق من الهداية إلى كيفية تحصيل المصالح و جلب المناجح‌ [3] حتى يتم العناية الأزلية كما قال الله تعالى حكاية عن أفاضل الأنبياء و الرسل ع حيث أطبقوا على هذه الكلمة و هي العناية فإن الخلق دون الهداية تعطيل و إهمال و الهداية دون الخلق مستحيل و محال فلا بد من مجموعهما و يسمى عناية قال إبراهيم ع‌ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ‌ [4] ذكر عناية خاصة به لأنه كان أول أساس بيت الملة و قال موسى ع‌ الَّذِي أَعْطى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌ [5] ذكر عناية عامة حيث حكم بقضية حملية كلية لأنه قد تم حيطانه دون سقفه فإن الصلاة التي هي عماد الدين ما قامت عمودا حتى يستوي عرشه عليه و قال سيدنا ص‌ الَّذِي خَلَقَ‌


[1] . أنعام 124

[2] . حشر 7

[3] . نجح أي أفلح‌

[4] . شعراء 78

[5] . طه 50

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست