responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 38

الكعبة و جعل يبكي و يطلب من الله أن يعطيه كتابة عتقه من النار فجعل الناس و أصحابه يلومونه و يعرفونه أن فلانا مزح معك و هو لا يصدقهم بل بقي مستمرا على حاله فبينا هو كذلك إذ سقطت عليه ورقة من الجو من جهة الميزاب فيها مكتوب عتقه من النار فسر بها و أوقف الناس عليها و كان من آية ذلك الكتاب أنه يقرأ من كل ناحية على السواء لا يتغير كلما قلبت الورقة انقلبت الكتابة لانقلابها فعلم الناس أنه آية من عند الله.

و حكى الشيخ العربي في الباب الخامس عشر و ثلاثمائة أن في زماننا اتفق لامرأة أنها رأت في المنام كأن القيامة قد قامت و أعطاها الله ورقة شجرة فيها مكتوب عتقها من النار فأمسكتها في يدها و اتفق أنها استيقظت من نومها و الورقة قد انقبضت يدها عليها و لا تقدر على فتح يدها و تحس بالورقة في كفها و اشتد قبض يدها عليها بحيث كأنه‌ [1] كان تؤلمها فاجتمع الناس عليها و طمعوا أن يقدروا على فتح يدها فما استطاع أحد عليه فسألوا عن ذلك أهل طريقنا فما عرف ذلك منهم أحد و أما علماء الرسوم فلا علم لهم بذلك و أما الأطباء فجعلوا ذلك لخلط قوي انصب إلى ذلك العضو فأثر فيه ما أثر فأشار بعض الناس إلي فجاءوني بالمرأة فسألت عن رؤياها فأجابت فعرفت السبب فجئت إلى أذنها فقلت لها إذا نويت مع الله نية صادقة أنك تبلعين تلك الورقة التي تحسين بها في كفك فإن يدك تنفتح ففعلت فانفتحت يدها فابتلعت فسألوني عن علم ذلك فقلت إن الله غار على تلك الورقة أن يطلع عليها أحد من خلقه و إنها سر خص الله به تلك المرأة و أمرتها بابتلاع تلك الورقة فبلعت انتهى كلامه و يحوي هذا العلم على كيفية أحوال الآخرة.

فإن قلت لو كان الفرق بين كتابة الخالق و كتابة المخلوق ما ذكرته آنفا لوجب أن يختص بمشاهدتها من غلب عليه سلطان الآخرة دون غيره من أهل الحجاب.

قلت لعل ذلك كان لغيره ممن بحضوره بحسب التبعية من جهة سراية الحال منه إليهم لأسباب خفية لا نطلع على تفاصيلها مثل توجه النفوس في‌


[1] . ذاته كانت، ن م أنه كانت، ن م أنه كان، (فتوحات).

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست