نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 336
بتعددها كما إذا قابلت وجهك بشيء فيه مرايا متعددة يظهر صورتك في كل
منها فتتعدد فعلى هذا ليس في الخارج إلا الوجود و الأعيان على حالها في العلم
معدومة العين ما شمت رائحة الوجود الخارجي هذا لسان الموحد الذي غلبه شهود الحق.
و بالاعتبار الثاني ليس في الوجود إلا الأعيان و وجود الحق الذي هو
مرآة لها في الغيب ما يتجلى إلا من وراء تتق العزة و سرادقات الجمال و الجلال و
هذا لسان من غلبه فعل الحق و أما من يشاهد النشأتين فلا يزال يلاحظ المرآتين مرآة
الأعيان و مرآة الحق و الصور التي فيها معا من غير انفكاك و امتياز
الفصل الثاني في بيان أقسام الأفعال بحسب القسمة الأولية و الإشارة
إلى ترتيبها
و اعلم أن كل ما عدا الباري جل مجده فيجب أن يكون له ماهية غير وجوب
الوجود فهو ممكن الوجود بذاته واجب الوجود بالباري و الممكن إما جوهر أو عرض و
الجوهر مقوم للعرض فيكون متقدما عليه ثم الجوهر إما جوهر مفارق عن المادة أو جوهر
غير مفارق كالجسم و ما يتركب منه و غير المفارق مفتقر إلى المفارق لأن الجسم
المطلق إن كان مركبا من الهيولى و الصورة كما هو رأي أكثر الفلاسفة فالهيولى
مفتقرة في وجودها و بقائها إلى الصورة و الصورة مفتقرة إلى الهيولى في تشخصها و
تعينها فلكل منهما ضرب تقدم على الآخر لا بالاستقلال من غير دور فكل منهما يحتاج
في تسببها للآخر إلى معين يقيمها ثم يقيم بها الأخرى و شرح ذلك طويل فالجسم محتاج
إلى كل من الهيولى و الصورة لكونهما جزئيه فيكونان متقدمتين عليه و قد مرت الإشارة
إلى أن كلا منهما يتقوم بالآخر و يقيم الآخر لا على الوجه الدوري المستحيل و أن
كلا منهما لا يقوم و لا يقيم الآخر إلا بمقوم يقيمه أولا ثم يقيم معه صاحبه و ذلك
المقيم إن كان جوهرا فلا بد أن يكون خارجا عن الجسم و ما يقومانه من الهيولى و
الصورة فيكون جوهرا مفارقا و إن كان الجسم المطلق بسيطا فيحتاج
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 336