responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 21

يستصحب كلامه فيكون عين الكلام منه عين الفهم منك لا يتأخر عنه فإن تأخر عنه فليس هو كلام الله و من لم يجد هذا فليس عنده علم بكلام الله عباده فإذا كلمه بالحجاب الصوري بلسان نبي أو من شاء الله من العالم فقد يصحبه الفهم و قد يتأخر هذا هو الفرق بينهما انتهى كلامه و فيه إشارة إلى ضروب كلام الله فليدرك غوره و ليذعن حسن طوره.

أقول و للإشارة إلى هذه الضروب الثلاثة من كلامه قال سبحانه‌ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا [1] فالأول إشارة إلى الكلام الحقيقي الذي يكون عين الكلام مقصودا أوليا و غاية أصلية و الثاني إشارة إلى كلام يكون المقصود منه شيئا آخر لكنه غاية لازمة للكلام غير منفكة عنه و في كل من الضربين يكون الفهم لازما و الطاعة واجبة و العصيان مستحيلا و الثالث إشارة إلى أدنى الثلاثة و هو الذي يكون لعين الكلام مقصود ثان مباين الذات عنه ممكن التخلف يتطرق إليه الطاعة و المعصية فافهم هذا فإنه ذوق جميع أهل الله‌

الفاتحة الرابعة في تحقيق‌ كلام أمير المؤمنين ع: جميع القرآن في باء بِسْمِ اللَّهِ‌ و أنا نقطة تحت الباء

اعلم هداك الله أن من جملة المقامات التي حصلت للسائرين إلى الله بقدم العبودية مقام إذا حصل لواحد يرى بالمشاهدة العينية كل القرآن بل جميع الصحف المنزلة تحت نقطة باء بِسْمِ اللَّهِ‌ بل يرى جميع الموجودات تحت تلك النقطة و إن أردت مثالا يقربك إليه من وجه واحد إلى تحقيق ذلك فهو أنك إذا قلت‌ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ‌ [2] فقد جمعت ما في السماوات و الأرض في كلمة واحدة و إذا حاولت ذكرها بالتفصيل واحدا واحدا لافتقرت إلى مجلدات كثيرة ثم قس على نسبة اللفظ إلى اللفظ نسبة المعنى إلى المعنى على أن فسحة عالم المعاني و التفاوت بين أفرادها مما لا يقاس بفسحة عالم الألفاظ و التفاوت بينهما و لو اتفق لأحد أن يخرج من هذا الوجود المجازي الحسي إلى التحقق‌


[1] . الشورى 51

[2] . البقرة 284

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست