responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 9

ذلك منهم ضنة و بخلا، كلا فإنهم لتقدسهم و ترفع شأنهم عن الاتصاف برداءة الأخلاق و خباثة الملكات يتحاشون عن ذلك و إن الذين خلصت نفوسهم بصفائها عن هذه المقبرة الظلماء و حصلت لهم ملكة خلع الأبدان و الارتقاء إلى ملكوت السماء؛ كيف منعوا المستحق عن حقه و دفعوا السائل عن مستحقه، بل لما رأوا، عقول أكثر الخلق ضعيفة جاسية مئوفة يلحقها عند ملاحظة المعاني الإلهية ما يلحق عيون الخفافيش إذا نظرت إلى نور الشمس منعوا عن إيداع العلوم صدورهم الغير الزكية و إلقائه على عقولهم الغير القوية إلا لمن يستن بسنن الحكماء و يتخلق بأخلاق الأصفياء من رفض اللذات الحسية و ترك المألوفات الطبيعية، لأن من لم تصف نفسه من الكدورات البدنية و لم يرتض عقله بالرياضات العلمية و العملية فلا سبيل له إلى السعادات الأبدية و لا سلوك له في المناهج الإلهية.

و اعلم أن من استفتح عين عقله من رقدة الغفلات و سنة التقليدات يهتدي بالتعمق في مباحث هذا الكتاب عند تميز القشر عن اللباب إلى طريق الرشاد و منزل السداد و الصواب و يرى لطائف أفكار لا يكاد يوجد في مطاوي الكتب الكبار و دقائق أستار لم يشر إليها حكماء الأعصار.

و هذا القدر الذي سيقرع سمعك من الحكم البحثية و الكشفية إذا أحكمته سهل السبيل عليك إلى ما بعده من البسط و التحقيق و البحث و التدقيق لأني أوردت فيه مخ ما حصلته من الأقدمين و ورثته من نتائج أفكارهم المبراة عن الشبه و الشكوك و بينت فيه لب ما أخذته من الرؤساء المعلمين من ثمرة أفكارهم الحاصلة بالسير و السلوك مع ما ألهمت به و تحدست إلهاما و تأييدا من الله و ملكوته مجتنبا حائدا عن طريقة المجادلين و المتفلسفين المحرومين عن الوراثة النبوية و الشريعة المحمدية

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست