responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 65

الجنس مجانسة، و في الكيف مشابهة، و في الكم مساواة، و في الوضع مطابقة، و في الإضافة مناسبة.

أما في الموضوع كالحلو و الأبيض واحد أي هما محمولا شي‌ء واحد هو السكر مثلا، و إنما شرف كل موجود لغلبة الوحدة فيه، و إن لم يخل موجود ما عن وحدة ما حتى أن العشرة في عشريته واحدة.

و كل ما هو أبعد من الكثرة فهو أشرف و أكمل.

و حيثما ارتقى العدد إلى أكثر نزلت نسبة الوحدة إليه إلى أقل.

فالأحق بالوحدة الحقيقية بل الوحدة الحقة التي هي ذات الواحد بما هو واحد هو ما لا ينقسم أصلا لا في الكم و لا في الحد و لا بالقوة و لا بالفعل و لا ينفصل وجوده عن ماهيته.

و سائر الأشياء مستفيدة الوحدة منه، إذ له تلك بالذات و لها بالغير. لا، بل هو الواحد فقط و وحدة سائر الأشياء بالارتباط إلى وحدته الحقة على ما بيناه في نسبة الوجود إليها.

فحينئذ نقول: واجب الوجود تعالى لا يوصف بشي‌ء من أنحاء الوحدة الغير الحقيقية، فلا شريك له في شي‌ء من المعاني و المفهومات بالحقيقة. و إذ لا جنس له فلا مجانس له و إذ لا نوع له فلا مشاكل له.

و سيظهر لك نفي الصفات الزائدة الحقيقية على ذاته تعالى.

فإذن لا يوصف بكيف فيشابه، و لا بكم فيساوي، و لا بوضع فيطابق. و إضافته إلى الأشياء- كما سبق و سيتضح له زيادة إيضاح-، ليست إلا القيومية الإيجابية لها التي لا يوجد في غيره تعالى.

فلا يناسبه شي‌ء أصلا فالمناسبات التي يثبتونها بعض المتصوفة في حقه تعالى كلها أوهام مضلة.

فما أبعد من توهم من هؤلاء أن نسبته تعالى إلى جميع العالم كنسبة نفوسنا إلى أبداننا.

كيف و نسبة النفس إلى بدنها ليست نسبة العلة إلى المعلول فإن نفس الناطقة و إن كانت مجردة ذاتا لكنها كالقوة الجسمانية في التأثير. بمعنى أنها لا يحصل أثرها إلا في موضوع جسماني ذي وضع.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست