responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 488

و الأولياء و بين جمهور العلماء و الحكماء، يأتي من باب الحواس المفتوحة إلى عالم الملك.

هذا تمام ما لخصناه من كلام بعض أئمة العلم و الشريعة، أوردناه في هذا الفصل لكونه مشتملا على مزيد توضيح لما بيناه سابقا يوجب سهولة الأخذ للمتعلمين و مناسبا لما كنا فيه، من أن علوم الأنبياء لدنية، و أن النبوة موهبية لا كسبية.

فصل في إثبات أن النبي ص لا بد و أن يدخل في الوجود،

و أن يعتقد به، و يؤمن بأن الله هو الذي أرسله ليظهر دينه، و ليعلم الناس طريقة الحق، و يهديهم إلى صراط مستقيم هو صراط الله العزيز الحميد.

و ذلك، أن الإنسان مدني بالطبع لا ينتظم حياته إلا بتمدن و اجتماع و تعاون، لأن نوعه لم ينحصر في شخص، و لا يمكن وجوده بالانفراد، فافترقت الأعداد، و اختلفت الأحزاب، و انعقدت ضياع و بلاد، فاضطروا في معاملاتهم و مناكحاتهم و جناياتهم إلى قانون مطبوع مرجوع إليه بين كافة الخلق، يحكمون به بالعدل، و إلا تغالبوا و فسد الجميع و اختل النظام، لما جبل عليه كل أحد من أنه يشتهي لما يحتاج إليه و يغضب على من يزاحمه. و ذلك القانون هو الشرع.

و لا بد من شارع يعين لهم منهجا يسلكونه لانتظام معيشتهم في الدنيا، و يسن لهم طريقا يصلون به إلى الله، و يذكرهم أمر الآخرة و الرحيل إلى ربهم و ينذرهم بيوم" ينادون فيه من مكان قريب، و تنشق الأرض عنهم سراعا، و يهديهم إلى صراط مستقيم" و لا بد أن يكون إنسانا، لأن مباشرة الملك لتعليم الإنسان و تصرفه فيهم على هذا الوجه فيهم، ممتنع و درجة باقي الحيوانات أنزل من هذا.

و لا بد من تخصصه بآيات من الله دالة على أن شريعته من عند ربه العالم القادر الغافر المنتقم، ليخضع له النوع و يوجب لمن وقف لها أن يقر بنبوته و هي المعجزة.

و كما لا بد في العناية الإلهية لنظام العالم من المطر مثلا و العناية لم يقتصر عن إرسال السماء مدرارا، فنظام العالم لا يستغني عن من يعرفهم موجب صلاح الدنيا و الآخرة.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست