نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 489
فانظر إلى لطفه و رحمته كيف جمع لخلقه بإيجاده ذلك الشخص و بين النفع
العاجل في الدنيا و الآجل في العقبى، و كيف خلق هذا لأجل النظام؟
نعم من لم يهمل إنبات الشعر على الحاجبين، و تعقير الأخمصين في
القدمين، كيف يهمل وجود رحمة للعالمين و سائق للعباد إلى رحمته و رضوانه في
النشأتين.
فهذا هو خليفة الله في أرضه، و ستعلم معنى كونه خليفة الله في الأرض.
فهذا النبي يجب أن يفرض على الناس في شرعه العبادات. منها، وجودية
يخصهم نفعها، كالأذكار و الصلوات، فيحركهم بالشوق إلى الله تعالى، أو نافعة لهم و
لغيرهم كالقرابين و الزكوات و الصدقات، و عدمية يخصهم أيضا و يزكيهم، كالصوم. و
متعدية أيضا كالكف عن إيلام النوع و الجنس، و يسن لهم أسفارا يزعجون فيها عن بيوتهم
طالبين رضا ربهم و يتذكرون يوما"مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ" فيزورون الهياكل الإلهية و مساكن
الأنبياء و نحوها. و يشرع لهم عبادات يجتمعون عليها، كالجمعة، فيكسبون مع المثوبة
الايتلاف و المصادفات و التودد و تكرر عليهم العبادات للتحكيم، و إلا فينسون
فيهملون. فكما أن للجميع خليفة واسطة من قبل الله، فلا بد أن يكون للاجتماعات
الجزئية وسائط من ولاة و حكام من قبل هذه الخليفة، و هم الأئمة و العلماء.
و كما أن الملك واسطة بين الله و بين النبي ص، و النبي واسطة بين
الأولياء الحكماء من أمته و هم الأئمة ع، فهم أيضا وسائط بين النبي و بين العلماء،
و العلماء وسائط بين الأئمة و العوام.
فالعالم قريب من الولي، و الولي قريب من النبي، و النبي من الملك و
الملك من الله تعالى.
و يتفاوت درجات الملائكة و الأنبياء و الأولياء و العلماء في مراتب
القرب تفاوتا لا تحصى.
فصل في بيان السياسات و الرئاسات المدنية، و ما يلحق بها من أسرار
الشريعة بوجه تمثيلي
لا شك أن الإنسان لم يمكن أن ينال الكمال الذي لأجله خلقت إلا
باجتماعات جماعة
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 489