responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 486

رجاء العثور على كنز، فإن ذلك ممكن، و لكنه بعيد جدا، فكذلك هذا. فقالوا: لا بد من تحصيل ما حصله العلماء و فهم ما قالوه، ثم لا بأس بعد ذلك بالانتظار لما لم ينكشف لسائر العلماء، فسعاه أن ينكشف بالمجاهدة بعد ذلك جلية كنه الأشياء. و زيادة تحقيق الفرق بين المسلكين أنه، لما كانت حقائق الأشياء مسطورة في العالم العقلي المسمى باللوح المحفوظ، بل، في قلوب الملائكة المقربين، فكانت العناية الأزلية منشئة مقتضية لوجود العالم على وفق المعلوم علما أزليا إلهيا فعليا، فكما أن المهندس يسطر صورة أبنية الدار في نسخة ثم يخرجها إلى الوجود على وفق تلك النسخة، فكذلك فاطر السماوات و الأرض كتب نسخة العالم من أوله إلى آخره، ثم أخرجه على وفق تلك النسخة.

و العالم الذي خرج إلى الوجود بصورته، يتأدى منه صورة أخرى إلى الحواس و الخيال.

فإن من نظر إلى السماء و الأرض، ثم قبض بصره، يرى صورة السماء و الأرض في خياله، حتى كأنه ينظر إليها، و لو انعدمت السماء و الأرض في نفسها، كأنه يشاهدها و ينظر إليها، ثم يتأدى من خياله أثر إلى العقل، فيحصل فيه حقائق الأشياء التي دخلت في الحس و الخيال.

فالحاصل في العقل الإنساني موافق للعالم الموجود في نفسه، خارجا من خيال الإنسان و عقله.

و العالم الموجود موافق للنسخة الموجودة في اللوح العقلي، و هو سابق وجوده في القدر و الصور المثالية، و هو سابق على وجوده الجسماني و يتبعه وجوده الخارجي و يتبع وجوده الخيالي و هو يتبع وجوده العقلي، أعني وجوده في القوة العاقلة الإنساني المتحدة بالعقل الفعال على ما بيناه آنفا.

و بعض هذه الوجودات عقلية و بعضها مثالية و بعضها حسية، فكان الوجود عقلا ثم نفسا ثم حسا ثم جسما، فدار على نفسه، فصار حسا ثم نفسا ثم عقلا، فارتقى إلى ما هبط منه، و الله هو المبدأ و الغاية.

فانظر يا إنسان إلى الحكمة الإلهية كيف جعل هذه المراتب من الوجود و الطبقات في ذاتك، فخلق فيك شبه الإبداعي عقلا و نفسا و حسا و بدنا، ثم أثبت فيك بواسطة الحس مع صغر حجمه صورة العالم و السماوات و الأرض على اتساع أكنافها، ثم سرى من وجودها في الحس وجودا في الخيال ثم منه وجودا في العقل، فإنك أبدا لا تدرك إلا

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست