responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 484

عقيب شوق و طلب، أو لا، و يقال له الحدس و الإلهام.

و تارة يكتسب بطريق الاستدلال و التعلم، فيسمى اعتبارا و استبصارا.

ثم الواقع في الباطن، بغير حيلة الاستدلال و تمحل التعلم و الاجتهاد، ينقسم إلى ما لا يدري الإنسان أنه كيف حصل و من أين حصل، و إلى ما يطلع معه على السبب الذي منه استفيد ذلك العلم و هو مشاهدة الملك الملقي و العقل الفعال للعلوم في النفوس.

فالأول، يسمى إلهاما و نفثا في الروع، و الثاني يسمى وحيا و يختص به الأنبياء، و الأول يختص به الأولياء و الأصفياء، و الذي قبله و هو الكسب بطريق الاستدلال يختص به النظار من العلماء.

و حقيقة القول، أن نفس الإنسان مستعدة لأن يتجلى فيه حقيقة الحق في الأشياء كلها واجبها و ممكنها، و إنما حجبت عنها بالأسباب التي ذكر في مثال المرآة، فهي كالحجاب المتدلي الحائل بين النفس و اللوح المحفوظ، الذي هو عقل منقوش بجميع ما قضى الله تعالى به إلى يوم القيامة، فتجلى حقائق العلوم من مرآة العقل إلى مرآة النفس، يضاهي انطباع صورة من المرآة في مرآة يقابلها، و كما أن الحجاب بين المرآتين تارة يزال بفعل اليد و تارة يزول بهبوب ريح تحركه، فكذلك قد يهب برياح الألطاف الإلهية فيكشف الحجب عن عين البصيرة فيتجلى فيها بعض ما هو مسطور في اللوح المحفوظ، فيكون تارة عند المنام، فيظهر به ما سيكون في المستقبل و تمام ارتفاع الحجب بالموت، به ينكشف الغطاء. و في اليقظة أيضا قد ينقشع الحجاب بلطف خفي من الله، فيلمع في القلب من وراء ستر الغيب شي‌ء من غرائب الملكوت، تارة كالبرق الخاطف، و أخرى على التوالي إلى حد ما، و دوامه في غاية الندور و الشذوذ، فلم يفارق الإلهام الاكتساب في نفس فيضان الصورة العلمية، و لا في قابلها و محلها، و لا في سببها و مفيضها، و لكن يفارقه في طريقة زوال الحجب و جهته، و لم يفارق الوحي الإلهام في شي‌ء من ذلك، بل في الوضوح و النورية و مشاهدة الملك المفيد للصور العلمية، فإن العلوم إنما يحصل في نفوسنا بواسطة الملائكة العلمية و العقول الفعالة. و إليه الإشارة بقوله تعالى:" وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ، إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا" فتكلم الله عباده، إشارة إلى إفاضة العلوم على قلوبهم بوجوه متفاوتة، كالوحي و الإلهام و التعليم بواسطة الرسل و المعلمين.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست