responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 464

بدنية قابلة للانفعالات و الانقلابات من حالة إلى حالة.

فالشقي ربما يصير بالاكتساب سعيدا و بالعكس، بخلاف الآخرة، فإنها ليست دار الاكتساب و التحصيل، كما أشير إليه بقوله تعالى" لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها" لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. و كل صفة بقيت في النفس و رسخت فيها و انتقلت معها إلى الدار الآخرة، صارت كأنها لزمتها و لزمت لها الآثار و الأفعال الناشية منها بصورة يناسبها في عالم الآخرة و الأفعال و الآثار التي كانت تلك الصفات مصادر لها في الدنيا، و ربما تخلفت عنها تلك، لأجل العوائق و الصوارف الجسمانية الاتفاقية.

لأن الدنيا دار تعارض الأضداد و تزاحم المتمانعات، بخلاف الآخرة لكونها دار الجمع و الاتفاق، لا تزاحم و لا تضاد فيها.

و الأسباب هناك أسباب و علل ذاتية كالفواعل و الغايات الذاتية دون العرضية.

فكلما يصلح أثر الصفة النفسانية لم يتخلف عنها هناك كما يتخلف عنها هاهنا لمصادمة مانع له و معاوقة صارف عنه، إذ لا سلطنة هناك للعلل العرضية و الأسباب الاتفاقية و مبادي الشرور، بل" الملك‌ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ"،" فَلا يُظْهِرُ عَلى‌ غَيْبِهِ أَحَداً، إِلَّا مَنِ ارْتَضى‌ مِنْ رَسُولٍ‌، يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ‌، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ‌، مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ‌ ... فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ‌. أي العلل الاتفاقية.

و إذا تحققت هذه الأصول و ثبت أن لكل ملكة نفسانية ظهورا خاصا في كل موطن، و أثرا مخصوصا في كل قابل، بل لكل صفة جسمانية أو روحانية إذا قارنت قابلا، أثرت في ذلك القابل أمرا يناسبه. فإن كل قابل يقبل من جهة واحدة شيئا على حسب طباعه.

أو لا يرى، أن الجسم الرطب متى فعل ما في طبعه من الرطوبة في جسم آخر، قبل الجسم المنفعل الرطوبة فصار رطبا مثله، و متى فعل فعله الرطوبة في قابل غير جسم كالقوة الدراكة الحسية أو الخيالية إذا انفعلت عن رطوبة ذلك الجسم الرطب، لم يقبل الأثر الذي قبله الجسم الثاني، و لم يصر بسببه رطبا، بل يقبل شيئا آخر من ماهية

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست