responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 462

بل الحق كما أشرنا إليه، أن كل أحد من الخلائق و إن كان من الأشقياء و المردودين، مما نالته رحمته تعالى و وصلت إليه رأفته و لطفه، له أيضا توجه غريزي إليه تعالى و دين جبلي و إطاعة فطرية لمبدئه و خالقه، و إن لم يكن مشعورا به له على نحو يدق إدراكه عن أفهام أكثر الناس.

و صاحب هذا الرأي إذا فكر في أمر إبليس و جنوده و ما نسب إليهم من مخالفتهم و عداوتهم لله تعالى امتلأ قلبه منهم غيظا و ناصبهم العداوة و البغضاء و يحصل في نفسه ملكة العداوة و يرسخ فيها خلق الغضب و شهوة الانتقام طول الأيام حتى أنه لغاية جهله يكون أكثر شغله و أهم مآربه و أرجح حسناته عنده هو عداوة المخالفين لدينه، و أفضل قرباته خصومته إياهم حتى لو قدر على قتلهم و أمكنه قطع أرزاقهم، فعل ذلك من شدة غيظه، و إذا لم يقدر على ذلك بقي طول عمره مغتاظا مغتما متألمة نفسه معذبا قلبه.

و مع كونه على هذا الحال من خدمته لقوة غضبه و طاعته شهوة نفسه، يمن على الله و رسوله منا عظيما بحسب ضميره، و إن لم يتنطق به لسانه من باب كسر النفس و عدم رؤية العمل، كما هو دأب الصالحين عملا بشعارهم على ظنه. و لكن يتوقع في ذلك بحسب الباطن أجرا عظيما.

و كثيرا ما ينظر نظر الحقارة على من ليس كذلك من أهل مذهبه و يعده من ضعفاء الإيمان و المستضعفين.

و ذلك لأنه ترك العربدة و الخصومة مع المخالفين له في الدين، و ربما تحير في خلق الله تعالى الشياطين و الكفرة و العصاة و تربيته إياهم و توسعة رزقهم و تمكينهم فيما يفعلون و إمهاله لهم مدة في كفرهم و عصيانهم.

و ربما عاتب ربه في الضمير و خاصمه في السر لو لم يكن خائفا من ناره، لم خلقهم و رزقهم و رجاهم و مكنهم و سلطهم على الأولياء، و لما ذا، و كيف و ما شاكل ذلك من هذه الوساوس و الظنون المولمة للنفوس المعذبة للقلوب، و أكثر هذه الأوهام و الوساوس يعرض للجهال و المتشككين و النفوس السقيمة و القلوب المريضة بأسقام الجهالات و الاعوجاجات عن المسلك القويم و أمراض الأخلاق الذميمة و الانحرافات من الصراط المستقيم.

و إنما ذكرنا هذا، ليعلم أن بإزاء هذه الآراء و اعتقادات الردية المولمة لنفوس معتقديها المتعذبة لقلوب أصحابها، آراء و اعتقادات هي أغذية روحانية ملذذة للأرواح و النفوس‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست