نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 412
عن رحمة الله تعالى و الغرض من هذا الكلام الذي يتحرك به سلسلة المجانين،
أن سبب الموت الطبيعي كما مر سابقا هو قوة النفس و فعلية وجودها و تجوهرها. و هذا
أصل شريف نافع في تحقيق كثير من المطالب، منها، دفع مذهب التناسخ.
و منها، دفع مفسدة التناسخ في معاد النفس إلى البدن، و منها، كيفية
تجسم الأعمال يوم القيامة، و أن ما يراه النفس في القبر عند البعث و يتخيله أمور
عينية و موجودات خارجية، لا ما ذهب إليه جماعة ممن لا خبرة لهم بنحو وجود العوالم
و كيفية تحقق النشئات، و لم يعلموا أن كلما رآه النبي" ص" في حياته من
الوحي، و كان يشاهده من المغيبات، كان من الموجودات العينية و الأمور الخارجية مع
كونها غائبة عن الأبصار محجوبة عن أنظار النظار، لا أنها مجرد أمور وهمية مثالية
لا تحقق لها عينا.
و من توهم أن مشاهدات النبي" ص" ليلة المعراج كانت أمورا
وهمية و أشياء مثالية، فقد حرف حكاية المعراج عن ظاهرها، و أولها عن مفهوم الأول
من غير ضرورة شرعية أو داعية عقلية، فهو عندنا مبتدع أو كافر. و بعد التفتيش يظهر
أنه من أيهما مخصوصة نعوذ بالله منه، ثم إن من الذين مالوا إلى التأويل و أولوا
نصوص التنزيل من تشبث في الدليل على فتح باب التأويل فيما ورد في الشرائع من
الأقاويل بما أخبره نبينا" ع" ليلة المعراج من رؤية بعض من سلف و مضى من
الأنبياء، كعيسى و موسى و يونس بن متى، قائلا: إنه لو كان المرئي ذوات هؤلاء
الأصفياء" ع" و أشخاصهم الخارجية لم يمكن تعلق الرؤية بهم، لأنهم لم
يكونوا موجودين بأشخاصهم العينية في تلك الليلة.
و العجب منه أنه مع كونه عالما بالأصول و القوانين، كيف ذهل عن أن
خصوصيات المعراج أخبار الآحاد، و قد جعل هذا الخبر حجة و اعتمد عليها في أمر عظيم
من أصول الدين، و قاس على هذا في سائر ضروريات الدين، و أفتى بما يوجب التضليل من
اعتقاد التأويل فيها للمسلمين.
و لا يخفى أن بعد تسليم الصحة في هذه الرواية لا يصح و لا يصلح
للتعليل و الاستدلال
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 412