نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 404
في خيالك صورة فيل و فرس، و إن كنت مغمضا عينيك حتى كأنك تشاهده و هو
موجود بكمال صورته في دماغك لا في الخارج.
و أما الوجود العقلي أن يكون للشيء روح و حقيقة فيتلقى العقل مجرد
معناه دون أن يثبت صورته في خيال أو خارج، كاليد، فإن لها صورة محسوسة و مخيلة و
له معنى و حقيقة و روح و هو القدرة على البطش و هو اليد العقلي، و للقلم صورة، و
لكن حقيقته ما ينقش به العلوم، و هذا ما يتلقاه العقل من غير أن يكون صورة خشب أو
قصب أو غير ذلك من الصور الخيالية و الحسية.
و أما الوجود الشبهي، و هو أن لا يكون نفس الشيء موجودا، لا بصورته
و لا بحقيقته- لا في الخارج و لا في الحس و لا في الخيال و لا في العقل و لكن يكون
الموجود شيئا آخر يشبهه في خاصة من خواصه و صفة من صفاته.
ثم قال بعد ما قال: اعلم أن من يؤول قولا من أقوال الشرع على درجة من
هذه الدرجات فهو من المصدقين، و إنما التكذيب أن ينفي جميع هذه المعاني و يزعم أن
ما قال لا معنى له، و إنما هو كذب محض، و غرضه فيما قاله التلبيس أو مصلحة الدنيا،
و ذلك هو الكفر و الزندقة، و لا يلزم كفر المؤولين. هذا ملخص كلامه و محصل مرامه.
و قال بعض الناظرين في كلامه: إنه بما فتحه، يفتح في التأويل باب
وسيع، و يرد عليه إيراد شنيع، إنه مع غلوه في التأويلات و حمله الأحاديث و الآيات
على محامل يحملها و مخايل خيلها أو تخيل شرذمة من الحكماء، و كيف أتى بالإصرار في
التكفير و الإنكار قائلا في رسالته المنقذ من الضلال: يجب تكفير الفارابي و ابن
سينا، من متفلسفة الإسلام، مع أنهما لم يبلغا في التأويل و الصرف عن الظاهر مبلغه،
و ليس ما له وجه من كلامه إلا و بإزائه ما له وجه من كلامهما، و إنه كيف كفر
الحكماء في قولهم بالقدم و في نفي علمه تعالى بالجزئيات و إنكارهم حشر الأجساد، مع
أن هذا القول و النفي و الإنكار لم يثبت منهم على وجه يلزمهم كفر، و لو ثبت على ما
أثبت و ادعى ثبوته، فلم يؤول بمثل ما يؤول به كلام نفسه. فإنه قد صرح بالقدم حينا
و لم لا يحمل الحشر و ما يقال في النشأة الأخرى قول على أحد الوجودات. و الحكماء
الذين كفرهم في هذا لا ينكرون الأمور العقلية أصلا، و كافة الحكماء يقرون بأنه
تعالى يعلم الكليات و الجزئيات" و لا يعزب عن علمه
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 404