responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 39

و كلما بعدت جواهرنا عن المادة كان إدراكنا له تعالى أتم و تعقلنا له أتقن، و إذا فارقناها على التمام فحينئذ يصير معقولنا منه أكمل ما يكون قبل ذلك، و مع ذلك لا ندركه حق إدراكه، و ما نعرفه حق معرفته، لتناهى قوة عقولنا و عدم تناهيه في الكمال بل هو وراء ما لا يتناهى فيجب الاعتراف بالعجز عن معرفته، و هذا غاية معرفته.

قال يعقوب بن إسحاق الكندي:" إذا كانت العلة الأولى متصلة بنا، لفيضه علينا، و كنا غير متصلين به إلا من جهة، فقد يمكن فينا ملاحظته، على قدر ما يمكن المفاض عليه أن يلاحظ المفيض فيجب أن لا ينسب قدر إحاطته بنا إلى قدر ملاحظتنا له لأنه أعز و أوفر و أشد استغراقا و إذا كان الأمر كذلك فقد بعد عن الحق بعدا كثيرا، من ظن أن العلة الأولى لا يعلم بالجزئيات." و قال المحقق الشهرزوري في الشجرة الإلهية:" الواجب لذاته أجمل الأشياء و أكملها، لأن كل جمال و كمال في الوجود- فإنه رشح و فيض و ظل من جماله و كماله فله الجمال الأبهى و الكمال الأقصى و الجلال الأرفع و النور الأقهر- تعالى و تقدس- عما يقول الجاهلون علوا كبيرا.

فهو محتجب بكمال نوريته و شدة ظهوره.

و الحكماء المتألهون العارفون به يشاهدونه لا بالكنه لأن شدة ظهوره و قوة لمعانه و ضعف ذواتنا المجردة النورية يمنعنا عن مشاهدته بالكنه كما منع شدة ظهور الشمس و قوة نورها، أبصارنا عن اكتناهها لأن شدة نوريتها حجابها.

فنحن نعرف الحق الأول و نشاهده لكن لا نحيط به علما- كما ورد في الوحي الإلهي" وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً".

و قوله:" لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ، وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ" انتهى كلامه.

و حاصله: أنه إذا لم يكن للنفس اكتناه نور الشمس التي ليس له رتبة أضعف- الأنوار العقلية بالمشاهدة الحضورية و الإضافة الإشراقية على ما هو مناط الرؤية عند الرواقيين و أتباعهم، فيمتنع اكتناهه تعالى الذي هو أقوى الأنوار العقلية كلها و أقهرها

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست