responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 373

أن لا يتحلل ذلك الروح مفارقا للبدن و الأخلاط و يقوم، لكانت النفس تلازمه الملازمة النفسانية.

و قال: و أضداد هؤلاء من الأشرار يكون لهم الشقاوة الوهمية أيضا، و يتخيلون أنه يكون لهم جميع ما قيل في السنة التي كانت لهم من العقاب للأشرار، و إنما حاجتها إلى البدن في هذه السعادة و الشقاوة بحسب أن التخيل و التوهم إنما يكون بآلة جسمانية، و كل صنف من أهل السعادة و الشقاوة، يزداد حاله باتصاله بما هو من جنسه و باتصال ما هو من جنسه بعده.

فالسعداء الحقيقيون يتلذذون بالمجاورة، و يعقل كل واحد ذاته و ذات ما يتصل به، و يكون اتصال بعضها ببعض لا على سبيل اتصال الأجسام، فيضيق عليها الأمكنة بالازدحام، لكن على سبيل اتصال معقول بمعقول، فيزداد فسحة بالازدحام.

هذا غاية ما وصل إليه أفكار العلماء بقوتهم الفكرية في الجنة السعداء و جحيم الأشقياء على الوجه الجسماني.

و قد علمت مما ذكرنا قصور هذا الكلام و انحطاطه عن درجة التحقيق.

و لنشر إلى سبيل درك الحقيقة و مسلك الاهتداء في هذا الباب ليكون دستورا لكشف الغوامض الشرعية و إيضاح المطالب الدينية للطلاب، فاستمع لما يتلى عليك في هذا الكتاب مستمدا بقوة العزيز الوهاب.

المقالة الثانية في المعاد الجسماني و فيه فصول:

فصل في تفصيل الأقوال في المعاد

إن من الأوهام العامية وهم من يذهب إلى استحالة حشر النفوس و الأجساد و امتناع أن يتحقق في شي‌ء منهما المعاد، و هم الملاحدة و الدهرية و جماعة من الطبيعيين و الأطباء الذين لا اعتماد عليهم في الملة و الشريعة و لا اعتداد بهم في العقل و الحكمة، زعما منهم أن الإنسان ليس إلا هذا الهيكل المحسوس، حامل الكيفية المزاجية و ما يتبعها من القوى و الأعراض و أن جميعها يفنى بالموت و ينعدم بزوال الحيات، و لا يبقى إلا المواد العنصري المتفرقة.

فالإنسان كسائر الحيوان و النبات، إذا مات فات، و سعادته و شقاوته منحصرة فيما

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست