responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 372

يحدث منها شوق إلى المعقولات البتة على سبيل القطع و اليقين، فإنها إذا فارقت كانت باقية، لأن كل نفس ناطقة غير هيولانية باقية، لأنها مجردة، و قد حصلت لها في البقاء الدنياوي فعلية بحسب إدراك ما للأوليات، و الفطريات و غيرهما، فلا سبيل للعدم إليها.

و أما العقول الهيولانية، ففي بقائها بعد البدن تردد، فلهذا اختلفت الحكماء في ذلك، و المنقول من الإسكندر الأفروديسي من تلامذة المعلم الأول، القول بفسادها، فإذا كانت باقية و لم يرتسخ فيها هيئات بدنية و رذائل نفسانية حتى يكون معذبة متأذية بتلك الهيئات المنافية للنفس المضادة لجوهرها، و لا يمكن أيضا أن يكون معطلة من الأفعال و الانفعالات، إذ لا معطل في الوجود.

و لما كانت رحمة الله واسعة، و الوجود خير من العدم، و الخلاص فوق الهلاك، فلا محالة يكون لها سعادة وهمية من جنس ما يتوهمه و يبلغ إليه همته من الحور و القصور و السدر المخضود و الطلح المنضود، و سائر ما يكون لذيذا و خيرا عنده.

و نقل الشيخ الرئيس عن بعض الحكماء ممن لا يجازف فيما يقول، قولا ممكنا، على زعم الشيخ، و هو أن هؤلاء إذا فارقوا البدن و هم بدنيون و ليس لهم تعلق بما هو أعلى من الأبدان (1) فيشغلهم إلزام النظر إليها و التعلق بها عن الأشياء البدنية، و إنما لأنفسهم أنها زينة أبدانهم فقط، و لا يعرف غير الأبدان و البدنيات أمكن أن يعقلهم نوع تشوقهم إلى التعلق ببعض الأبدان التي من شأنها أن يتعلق بها الأنفس لأنها طالبة بالطبع و هذه مهياة (و هذه) هيئة الأجسام دون الأبدان الإنسانية و الحيوانية، للعذر الذي ذكرناه، و لو تعلق بها لم يكن إلا نفسا لها، فيجوز أن يكون ذلك جرما سماويا، لا أن يصير هذه الأنفس أنفسا لذلك الجرم، أو مدبرة لها، فإن هذه لا يمكن، بل أن يستعمل ذلك الجرم، لا مكان التخيل ثم يتخيل الصور التي كانت معتقدة عنده و في وهمه، فإن كان اعتقاده في نفسه و في أفعاله الخير و موجب السعادة، و رأى الجميل و تخيله، فتخيل أنه مات و قبر، و سائر ما كان في اعتقاده للأخيار.

قال: و يجوز أن يكون هذا الجرم متولدا من الهواء و الأبخرة و الأدخنة مقاربا لمزاج الجوهر المسمى روحا، الذي لا يشك الطبيعيون أن تعلق النفس به، لا بالبدن، و أنه لو جاز

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست