نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 37
يحصل إلا لنفس ذلك الشيء أو لعلته، فإن حصول الشيء لنفسه و حصوله
لعلته مستلزم للعلم بالكنه، و ما عدا هذين الحصولين من حصول العلة للمعلول و حصول
شيء لأمر آخر بصورته فليس حصولا، لكنه تلك الحقيقة حقيقة، بل الحصول الحقيقي
المستلزم لمعرفة الكنه إما حصول الشيء لنفسه، أو حصوله لعلته" انتهى كلامه.
تنبيه تقديسي
كل ما كان وجوده في نفسه أتم فمعقوله في الذهن أتم، إذ الحقائق إنما
تحصل في العقل بأنفسها، لا بأظلالها و أشباحها، فعلى حسب وجودها خارج عقولنا يكون
معقولها مطابقا لموجودها فإن كانت كاملة الوجود كالدائرة و المربع و العدد و
أشباهها كان المعقول هي أيضا معقولا تاما لأنها في أنفسها كاملة الوجود و إن كانت
ناقصة الوجود كالحركة و الزمان و الهيولى و أشباهها كان المعقول منها معقولا ناقصا
إذ هي في أنفسها ناقصة الوجود، و هذا المعنى في العلم الذي لا يكون بالارتسام و
التمثيل بل بمجرد الإضافة الإشراقية أوضح فإن المعقول هناك بعينه الموجود الخارجي،
فإذا كان الواجب القيوم من فضيلة الوجود في أعلى أنحائه، و من كمال الفعلية في
أرفع المراتب.
فحينئذ يجب أن يكون المعقول منه على نهاية الكمال أيضا، و حيث نجد
الأمر على خلاف ذلك فينبغي لنا أن نعلم أن هذا ليس من جهته إذ هو في ذاته على
الكمال الأقصى، و لكن لضعف عقولنا و انغماسها في المادة و ملابستها القوى و
الأعدام يعتاص إدراكه و تعسر تعقله على ما هو عليه في ذاته فإن إفراط كماله و شدة
نوريته، تبهرها، فلا تقوى على إدراكه على التمام و إن كنا نعقل سائر الأشياء
بإفاضته و إشراقه أو لا ترى أن الضوء المحسوس الذي هو أول المبصرات و أكملها و
أظهرها، و به تصير المبصرات التي هي مبصرة بالقوة مبصرة بالفعل، ينبغي أن يكون ما
هو أشد منه و أتم، كان إدراك البصر له أكثر
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 37