responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 346

المجرد النفسي هو الصيصية الإنسانية، أي البدن الإنساني الذي خلق تام القوى و الآلات و هو باب الأبواب عندهم لحيات جميع الأبدان العنصرية يعني، أن حيات جميع الأبدان الحيوانية إنما يكون بانتقال النفوس الإنسانية إلى أبدانها، فلا حيوان عند هؤلاء (و هم يوذاسف التناسخي، و من قبله من حكماء بابل و فارس، كما هو المشهور) غير الإنسان، إلا أنه نسخ البعض و بقي البعض، و يستنسخ الباقي في عالم الغرور إن كان من الناقصين، أو سترفع إلى عالم النور إن كان من الكاملين.

فأي خلق يغلب على الجوهر النطقي، و أية هيئة ظلمانية يتمكن فيه و يركن إليها، فيوجب أن ينتقل بعد فساد بدنه إلى بدن مناسب لتلك الهيئة الظلمانية من الحيوانات المنتكسة الرءوس، فإن لكل خلق كما مر أبدان أنواع يختص بذلك الخلق" و لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ‌" أي لكل بدن من الحيوانات التي هي أبواب الجحيم و هي عالم العناصر عندهم، قدر مخصوص من الخلق المتعلق ببدن ذلك النوع من الحيوان، فإن بدن الخنزير و النمل، و إن اشتركا في خلق الحرص، إلا أن حرص النمل ليس كحرص الخنزير، و كذا لا يكون حرص بعض أشخاص كل منهما كحرص الباقي، و قس عليه سائر دنائم أخلاقها و اختلافها شدة و ضعفا و تركيبا و إفرادا، كما أشرنا إليه، فاختلاف الحيوانات في الحقائق إنما هو لأجل اختلاف الناس في الأخلاق المحمودة و المذمومة و شدتها و ضعفها و اختلاف تركيبها، فإن الأخلاق كلها واردة إليها من المنزل الأول و باب الأبواب الذي هو الإنسان، لأنها التي كانت موجودة فيه و صارت منه إليها بانتقال جوهر نفسه الموصوفة بها إليها من غير تعطلها في البين.

و أما بطلان اللازم فلظهور عدم العلاقة اللزومية الموجبة لاتصال وقت فساد البدن الإنساني بوقت كون البدن الحيوان الصامت، و منع ذلك مستندا بأن هذه الأمور مضبوطة بهيئات فلكية غايبة عنا، كما يجب في خسارة بعض ربح لبعض بحيث لا يبقى المال بينهما معطلا مكابرة، إذ مبناه على مجرد احتمال بعيد، إذ مع تمكين هذه الاحتمالات لم يبق لأحد اعتماد في الحكم على شيئين بالملازمة و على آخرين بعدمها.

و الثانية، أنها لو كان التناسخ على ما ذكروه حقا، يلزم أن ينطبق عدد الكائنات من‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست