responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 340

سوء استعداد جرمي لا يكون في الاعتقاديات إلا ما طابق الواقع، فإن جهات الشر و الآفة و الكذب و الجهل الذي هو ضرب من الصور العلمية و غيرها راجعة إلى هيئات مادية، فموضوع التعذيب بالآلام و الشدائد الأخروية إن كان هو الجوهر المفارق لعلاقة الأجرام، فلا تعذيب له بالجهل المركب و غيره، لعدم التخيل. غاية ما في الباب أن يبقى فيه أخلاق و ملكات، فإذا لم يبق مدد إدراكي، زالت بالكلية، و لا شوق إلى ما لا يتصور له بوجه و لا مخصص و لا قوة شوقية، فلا تألم بالشوق أيضا إلى مشتهياتها و لذاتها الدنياوية، و قد ارتفعت المشوشات الحسية عنه، فكان حاله حينئذ حال من سكنت قواه، فنال الغبطة العظمى من الرحمة الإلهية في عالم القدس و الرحمة، و إن كان موضوع التخيل هو الدماغ الإنساني، فهو يفسد حالة الموت و يفسد مع فساده التصور و الحفظ و الذكر و الفكر، و إن كان جسما آخر فلكيا كما ظنه بعضهم، فمعلوم أن علاقة الجوهر الروحاني إنما هي لنسبة بين المادة البدنية، و بين الجوهر الروحاني، فإنه نسبة حدثت بينهما بالموت أوجبت اختصاصه به و انجذابه من بين سائر الجواهر المفارقة لأبدانها إليه دون غيره من الأجرام، بل إلى حيزه دون بقية الأحياز من نوع ذلك الجسم. ثم إن الجسم الذي هو موضوع تخيلات النفس يجب أن يتصرف فيه النفس و تحركه بحركات جرمية تابعة للحركات النفسانية و الانتقالات الفكرية كما يعرض لجوهر الدماغ من الانفعالات و التغيرات، و ظاهر أن الجوهر الفلكي يأبى عن تصرف فيه من غير نفسه المحركة إياه حركة متشابهة مستمرة على نهج واحد، و إن كان جرما مركبا دخانيا تحت كرة النار، كما زعمه قوم، فهو أيضا غير صحيح، لعدم اعتدال فيه يصلح لقبول النفس المدبرة له، فإنه إن قرب من النار فتحلله بسرعة إلى جوهرها، و إن بعد منها و يكون في حيز الهواء، فإما أن يتخلخل فيصعد بحر، أو يتكاثف فينزل ببرد، و ليس فيه جرم محيط يغلب عليه من الصلابة، و اليبس ما يحفظه عن التبدد و يحرسه عن ممازجة غيره به، كما للجوهر الدماغي فينا ليتعين فيه محل التخيل متشكلا به، و لا بد من جوهر يابس ليتحفظ فيه الصور، و رطب لتقبل. ثم لما كانت النفوس المفارقة عن الأبدان الإنسانية غير متناهية لزم مما ذكروا اجتماع المفارقات كلها على جسم من أجسام العالم، فيلزم إما نهاية تلك الجواهر، أو عدم نهاية ذلك الجسم، و كلاهما محال.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست