نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 308
بل مرتبة من مراتبها المسماة بالقوة العاقلة و هي مرتبة غيبتها عن
البدن و قواه و اتصالها بعالم القدس و رجوعها إلى جهة الوحدة، و ليست حقيقة النفس
عند أرباب الذوق و الشهود مجرد قوة عاقلة مباينة للأبدان منزهة عن الأجرام، بل
البدن عندهم كظل لنور النفس لا استقلال له في الوجود، كما لا استقلال له في الحركة
الإرادية.
و أما ما يتحرك بالحركة الطبيعية عند السقوط عن السطح، فهو بالحقيقة
خارج عن البدن من حيث هو بدن، فإنه لطيفة جسمانية حارة هي متصرف فيها للنفس أولا و
بالذات، و هذا الكثيف الثقيل كأنه غلاف و قشر لهذا البدن، و كأنه قد حصل من تكدر
ذلك و تبرده و تكثفه، فخرج بخروجه عن الاعتدال اللائق بتصرف النفس، و طاعة لها
لأجل ثقله و تبرده عن إطاعته لها و تصرف النفس و تسخيرها و استخدامها إياه و لأجل
ذلك يتحرك بطبعه من غير إرادة النفس.
و أما اللطيفة التي هي عرش النفس التي يكون معرفتها مثال معرفة الرب،
فإنه تعالى منزه عن المثل لا عن المثال، و ما هو قواها و ملكوتها المقربة لها التي
هي نظائر ملائكة الله تعالى الذين"لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما
يُؤْمَرُونَ" فلا محالة
تصرفها النفس و تحركها كيف يشاء.
و تلك القوى أيضا تأمر بأوامر و تنهى بنواهيها لا يستطيع لها خلافا و
لا عصيانا إلا قوة واحدة يسمى بالوهم، لها نصيب من الشيطنة، و لهذا تتمرد من طاعة
العقل، كما تمرد إبليس من طاعة الحق.
و لنصرف عنان الكلام عن هذا الأسلوب الذي يكاد أن يخرج عن طور عقول
الجمهور إلى ما كنا فيه، و هو أن كل من زعم على أن هوية الإنساني ليست إلا جوهر
عقله المجرد في ذاته عن مخالطة الأبدان و قواها المنزهة عن مزاولة الأجرام و
خواصها، فقد حددها و نظر إليها بعين عوراء، و غفل عن كثير من تجلياتها و شئونها و
لوازم تنزلاتها، و قد أخطأ و أساء الأدب، و ما رعاها حق رعايتها، و هو عند نفسه
يعتقد أنه قد تأدب معها، إذ قد جردها عن التلوث بالبدن و إقذارها و كثافتها، و ما
علم أن الجوهر النوري
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 308