responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 254

تمثيل استبصاري‌

إن هذا الروح الطبي مثاله جرم نار السراج، و القلب له كالمسرجة، و الدم الأسود الذي في باطن القلب له كالفتيلة، و ما يتغذى به من الأغذية اللطيفة كالزيت و الحياة الظاهرة في أعضاء البدن بسببه كضوء السراج في جملة البيت.

و كما أن السراج إذا انقطع زيته انطفى، فسراج الروح أيضا ينطفي مهما انقطع غذاؤه.

و كما أن الفتيلة قد تحترق و تصير رمادا بحيث لا يقبل الزيت فيطفي السراج مع كثرة الزيت فكذلك الدم الذي تشبث به هذا البخار في القلب قد يحترق بفضل حرارة القلب فينطفي مع وجود الغذاء، فإنه لا يقبل الغذاء الذي يبقى به الروح، كما لا يقبل الرماد الزيت فلا يتشبث به النارية.

و كما أن السراج تارة ينطفي من داخله- كما ذكر- و تارة بسبب من خارج كريح عاصفة، فكذلك الروح تارة ينطفي بسبب من داخل، و تارة بسبب من خارج كالقتل.

و كما أن انطفاء السراج هو منتهى وقت وجوده فيكون ذلك أجله الذي أجل له في أم الكتاب بإحدى الأسباب المقدرة المرتبة في القدر من فناء الزيت أو بفساد الفتيلة أو بريح عاصفة أو بإطفاء إنسان كذلك انطفاء الروح أجله المؤجل في قضاء الله تعالى و قدره بإحدى الأسباب.

و كما أن السراج إذا انطفى أظلم البيت كله، فالروح إذا انطفى أظلم البدن كله و فارقته أنواره التي كان يستفيدها من الروح، و هي الأنوار الإحساسات و القدرة و الإرادات و سائر ما يجمعها معنى لفظ الحياة.

و أما الموضوع المختص بكل واحدة فما سبق ذكره. و المرشد إلى اختصاص كل قوة بألة تلازمها في الخلل و الفساد، و الهادي إلى تعدد القوى، بقاء بعض دون بعض، لا كثرة الآثار و الأفاعيل من الحيوان، كما علمت.

ذكر و تنبيه‌

و قد يقال في تعيين مواضع الحواس الباطنة بطريق الحكمة و العناية: إن الحس‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست