responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 253

المعقولات- لأن ذلك طور لم يبلغه- كذلك بعض البالغين إلى الكمال الحقيقي يدركون بنور الإيمان الحقيقي أشياء لا يدركها أرباب العقول المتعارفة، لعدم بلوغهم إلى هذا المشرب العذب و المقام الشريف و المشرع المنيع الذي أعز من أن يكون شريعة لكل وارد، بل لا يطلع عليه إلا واحد بعد واحد.

قال بعض المحققين:" إن لجناب الحق صدرا و في مقدمة الصدر مجال و ميدان رحب، و على أول الميدان عتبة، و هي مستقر ذلك الأمر الرباني. فمن لم يكن له على العتبة جواز، استحال أن يصل إلى الميدان، فكيف بالانتهاء إلى ما وراءها من المشاهدات العالية فثبت أن من لم يعرف نفسه لم يعرف ربه." و أين هذه الروح التي معرفتها مقدمة معرفة البارى‌ء من الروح الجسمانية التي غاية معرفتها حفظ صحة البدن، و أنى يصادف معرفة البارى‌ء تعالى و ملائكته و أحوال النشأة الآخرة في خزانة الأطباء و من أين للطبيب أن يلاحظ هذه المعاني و يعتني بحفظ صحة الإيمان الحقيقي و دفع الأمراض النفسانية و الأخلاق الشيطانية؟

و أنى يجد فرصة تفضل على اشتغاله بالمراهم و المسهلات و معالجة القروح و الحميات؟

بل المعنى المسمى عنده روحا بالإضافة إلى هذا الأمر الرباني كالكرة التي يحركها صولجان الملك بالإضافة إلى الملك.

فمن عرف الروح الطبي و ظن أنه أدرك ذلك الأمر الرباني أو غيرها من الربوبيات التي تتوقف عليه كان كمن رأى الكرة فظن أنه رأى الملك و لا شك أنه خطاء فاحش.

فالروح الجسماني مطية تصرفات الأمر الرباني الدراك الفعال في هذا العالم بإذن الله تعالى، واهب النفس الناطقة التي من الله مشرقها و إلى الله مغربها، فيتصرف بها في البنية البالية الفانية ما دامت قابلة لتصرفاتها، فإذا انقطع قبولها لتصرفها خلت، و لخراب البيت ارتحلت.

جان قصد رحيل كرد گفتم كه مرو

 

گفتا چكنم خانه فرو مى‌آيد

 

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست