نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 22
أجزائه نظاما جمليا واحدا، وحدة شخصية يعبر عنه تارة بالإنسان الكبير
و أخرى بالكتاب المبين كما يعبر عن الإنسان بالعالم الصغير تارة و بالنسخة
المنتخبة أخرى و في تفصيل التطبيق بين العالمين و كيفية مقابلة النسختين تطويل
عظيم عسى أن نأتي به في رسالة مفردة" إنشاء الله تعالى".
و كما أن تكثر الأجزاء و انضمام الأمور المتباينة الحقائق من الأعضاء
البسيطة و المركبة هاهنا لا يقدح في الوحدة الشخصية كذلك لا يقدح هناك تفرد كل
واحد من الأفلاك و العناصر و غيرهما بطبيعة خاصة و فعل خاص في كونها متعلقة
بايتلاف طبيعي و تأحد شخصي و مع التنزل عن هذا المقام نقول: لا شك أن لكل هيئة
مجموعية و كيفية تأليفية و لو كانت من الاعتبارات كالخمسية و العشرية مثلا معروضا
حاصلا بالفعل في الأعيان.
و ذلك المعروض لا محالة أمر وراء كل واحد من الأجزاء و ليس إلا واحدا
شخصيا غير محتمل الصدق على كثيرين لأن أجزاءه كذلك و مع كون الأجزاء شخصيات لا
مجال لكلية الكل كما لا يخفى.
فنقول: لو لم يكن في الوجود موجود متشخص يكون وجوده و تشخصه عين ذاته
حتى يكون مبدأ لتشخص النظام الجملي و تعينه لجاز في الواقع عدم ذلك المجموع الذي
هو واحد شخصي و وقوع مجموع آخر متشخص بتشخص آخر بدل هذا المجموع بأن يكون كل جزء
من أجزائه مماثلا لجزء من أجزاء هذا الواقع من الفلكيات و العنصريات و البسائط و
المركبات بدلية ابتدائية لا على التعاقب ففي وقوع هذا دون ذلك يلزم ترجح بلا مرجح
هذا خلف، و المكابر في ذلك بأن يقول: لعله يمتنع وجود غير ما هو الواقع بدلا عما
هو الواقع ينازع مقتضى عقله، إذ الكلام في الإمكان الذاتي.
و إذا كانت المخالفة بين شيئين بالعوارض و التشخصات و كان أحدهما
موجودا كان الآخر ممكن الوجود بالنظر إلى ذاته و إلا فإن وجب لذاته لم يكن معدوما
و إن امتنع لذاته لم يكن هذا الواقع موجودا مع أنه موجود لأن هذه الأمور الثلاثة
من لوازم الماهيات إذ كل ماهية من الماهيات ملزومة لشيء منها بمعنى امتناع
انفكاكه عنها و إن لم يكن هناك اقتضاء و تسبب فإن الفرق بين الاصطلاحين بين.
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 22