responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 218

و كل ذلك إشارة إلى أن الجاهل العاصي بمعصية واحدة جنى على جميع ما في الملك و الملكوت، و قد أهلك نفسه إلا أن يتبع السيئة بحسنة يمحوها فيتبدل بالاستغفار، فعسى الله أن يتوب عليه و يتجاوز عنه.

و العالم يعلم الأشياء بحقائقها و ماهياتها و الموجودات بهيئتها و ترتيبها و تعلق كل منها بآخر، فيعرف الحق الأول بسلسلة الأسباب و ربطها بمسببها و مبدئها و كيفية صدور كل ذرة من الكائنات من عللها و أسبابها القريبة و البعيدة إلى أن ينتهي إلى الأسباب القصوى و الغايات الأخيرة من الأفلاك حتى ينتهي إلى المعبود الأول و علة سائر العلل. و يكون علمه الذي يطابق معلوماته زينة لذاته كمالا لنفسه، فكل واحد من الأسباب و المسببات المعروفة عنده يكون له مدخل في تتميم ذاته و تكميل جوهره. و هذا معنى استغفار كل شي‌ء للعالم.

فصل في بيان عنايته تعالى في تبقية النوع الذي لا يحتمل الدوام‌

الشخصي بتوارد الأمثال بقوة مولدة شأنها الاستخلاف ثم انظر أيها العارف المتأمّل في آثار رحمته و عنايته حتى تسبح له طربا و شوقا و تزمزم في عشق جماله بالتهليل و التكبير أن القسمة لما أوجبت باقيات بالعدد و باقيات لا بالعدد كيف يتمم جود الواجب الحق نقصان الديمومية الشخصية في هذا الصنف بإعطائها الديمومة النوعية، فوفى لكل منها قسطه من الوجود فصار العالم الطبيعي منتظما بصنفي الثبات و البقاء، و كيف استبقى نوع ما وجب فساده من الحيوان و النبات بقوة مولدة قاطعة لفضله من مادة يكون هي مبدأ لشخص آخر. و لما لم يحصل كماله الشخصي أول مرة كيف رتب له النامية الموجبة لزيادة الأجزاء في الأقطار على نسبة محفوظة، و لما توقف فعلها على التغذي كيف رتب لها الغاذية، و رتب للغاذية خوادم من قوى أربع جاذبة يأتيها بما يتصرف فيه، و هاضمة محللة للغذاء و معدة إياها لتصرف الغاذية، و ماسكة لحفظ الغذاء مدة لتصرف المتصرفة، و دافعة لما لا يقبل المشابهة كما أشرنا إليه في باب‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست