responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 156

و بينا أن الواجب تعالى أجمل من كل جميل. فكذلك حب الله تعالى لمخلوقاته حقيقي و ليس بمجاز عن إيصال الثواب للطاعات كما زعموا، بل أرفع من ذلك.

نعم، الأسامي كلها إذا أطلقت على الله تعالى و على غيره لم يطلق عليهما بمعنى واحد في درجة واحدة. حتى أن اسم الوجود، الذي هو أعم الأشياء اشتراكا، لا يشمل الواجب و الممكن على نهج واحد، بل كل ما سوى الله تعالى وجوداتها ظلال و أشباح محاكية لوجود الحق الأول. و مع ذلك ليس إطلاق الوجود على ما سوى الله مجازا لغويا بل مجازا عرفانيا عند أهل الله. و هكذا في سائر الأسامي كالعلم و الإرادة و القدرة و غيرها فكل ذلك لا يشبه فيه الخالق الخلق.

و واضع اللغات إنما وضع هذه الأسامي أولا للخلق، لأنها أسبق إلى العقول و الأفهام من الخالق، فلهذا وقع السفر منها إليه تعالى.

فالمحبة في حق الخلق يصحبها نقص و شين، و أما في حق الخالق فهي مقدسة عن القصورات و النقائص و الكدورات الإمكانية.

و أما البرهان العقلي على وجودها للحق تعالى فلما مرت الإشارة إليه سابقا أن من أحب ذاتا متصفة بالعظمة و الكبرياء و القدرة و الجود و اللطف و الكرم فلا بد و أن يحب ما ينشأ من ذاته بذاته من الآثار و اللوازم الذاتية المنبعثة عنه بلا مدخلية الغير. فإن كان لآثار الشي‌ء و لوازمه حيثية أخرى غير كونها آثارا و لوازم لذلك الشي‌ء يمكن أن يتعلق بها محبة استقلالية من جهة أخرى غير جهة كونها تابعة.

و أما إذا لم يكن لتوابع الشي‌ء حيثية سوى أنها توابع له كالحقائق الممكنات بالقياس إلى الحق الأول، على طبق ما حققناه في مظانه، فلا يمكن تعلق الابتهاج بها إلا من جهة الابتهاج به تعالى. بل الابتهاج بلوازم الحق الأول و آثاره هو بعينه الابتهاج بذاته تعالى.

و من أحب عالما أحب تصنيفه من حيث هو تصنيفه. و العالم بجميع حقائقه و هيئاته و صوره تصنيف الله تعالى بلا حيثية أخرى، كما أشرنا إليه. و لما ثبت من قبل محبة الله تعالى لذاته، و هي عين علمه بذاته المستجمعة لأوصاف الكمال و نعوت الجمال فقد ثبت محبته للوازمه و آثاره التي هي موجودات العالم بأسرها.

و لما بين أن وجود الممكن في نفسه، و كونه أثرا من آثار قدرة الله تعالى، هما أمر

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست