في كيفية محبته تعالى للخلق
اعلم أن شواهد القرآن و الحديث متظاهرة على أن الله تعالى يحب عباده، فلا بد من معرفة ذلك و كيفيته.
و لنقدم أولا الشواهد النقلية ثم البرهان العقلي عليه:
قال الله تعالى:" يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ." و قال الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ.".
و قوله:" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا.".
و عن النبي ص أنه قال:" إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب."، و التائب من الذنب كمن لا ذنب له.".
و قد رتب الله على المحبة غفران الذنب فقال:" إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ.".
و قال ص حكاية عن الله تعالى:" لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته ... الحديث.
و قد ورد في الحديث:" إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول له اعمل ما شئت فقد غفرت لك.".
و ما ورد من ألفاظ المحبة في الأحاديث المروية بطريق أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين خارج عن الحصر، و كفاك شاهدا كونه ص مسمى ب" حبيب الله".
و قد علمت أن محبة العبد لله حقيقة و ليست بمجاز عن امتثال الأوامر و اجتناب النواهي، كما زعمته طائفة من المتكلمين كالزمخشري و من يحذو حذوه.
إذ قد بينا أن المحبة و ما يرادفها في وضع اللسان عبارة عن الابتهاج بالشيء الموافق، سواء كان عقليا أو حسيا حقيقيا أو مظنونا.