فللعالم بأمر اللّه الذّكر باللّسان[4]دون القلب؛ و الخوف من الخلق دون الربّ؛ و الاستحياء من
النّاس في الظّاهر و لا يستحيي من اللّه في السّرّ.
و العالم باللّه ذاكر[5]خائف
مستحي. أمّا الذّكر، فذكر القلب لا اللّسان؛ و أمّا الخوف، خوف[6]الرّجاء لا خوف المعصية؛ و الحياء حياء
على[7]ما يخطر على
القلب لا حياء الظّاهر.
و أما العالم باللّه و أمره له ستّة أشياء: الثلاثة المذكورة للعالم
باللّه فقطّ مع ثلاثة أخرى: كونه جالسا على الحدّ المشترك بين عالم الغيب و عالم
الشّهادة؛ و كونه معلّما للمسلمين؛ و كونه بحيث يحتاج الفريقان الأوّلان إليه و هو
مستغن عنهما[8].
فمثل العالم باللّه و بأمر اللّه كمثل الشّمس، لا تزيد و لا تنقص[9]؛ و مثل العالم باللّه فقطّ كمثل القمر[10]، يكمل تارة و ينقص أخرى؛