responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 95

مع قطع النظر عن صحة ذلك المذهب و فساده يلزم كون الخلاء ملأ بواسطة كونه قابلا للانفعالات و الحوادث من الفصل و الوصل و التناهي و التشكل، و منها أنه لو كان بعدا يلزم تداخل الأحجام و الاعتذار بكون أحد المتداخلين غير مادي غير صحيح لا لأن القائلين بالبعد ينكرون المادة رأسا كما وقع لبعض الأعلام، بل لما أقوله و هو أنّ امتناع تداخل الجسمين إما أن يكون لتمانع بين المادتين من الجسمين أو بين البعدين أو بين البعد و المادة أو بين كل واحد منهما مع كل واحد منهما. أما التمانع بين المادتين فهو إما لذاتيهما أو لتمانع البعدين، فإن كان الثاني فيكون البعدان هما المتمانعين عن التداخل بالذات لا المادتان، و إن كان الأول فذلك باطل لأن الجسمين المنفصلين إذا اتصلا تصير مادتاهما واحدة. و أما التمانع بين ذات المادة و البعد فهو أيضا محال لأن المادة ذاتها تلاقي البعد و تتقدر به و يسري كلها في كله و إن مانعت ببعدها فالمانع هو بعدها لا نفسها، فإذا لم يكن الامتناع في تداخل الجسمين من جهة المادتين و لا من جهة المادة و البعد فقد كان من جهة البعدين فقد علم أن طبائع الأبعاد يأبى عن التداخل و يوجب المقاومة و التنحي و أيضا يلزم على تقدير كون المكان بعدا تشابه الأمكنة فلا يتصور كون بعضها طبيعيا لبعض الأجسام و كون الآخر للآخر.

و أيضا يلزم من إمكان اتّصافه في ذاته بالحركة الأينيّة ترتب الأمكنة الغير المتناهية و من امتناعه لها امتناع الجسم لها لأنه ملزوم للبعد المنافي للحركة و ملزوم منافي الشي‌ء مناف لذلك الشي‌ء و هذا أيضا يتوقف على أن البعد ماهية نوعية و أيضا يلزم سكون المتحرك، إذا فرضت نملة متحركة على محيط دائرة من الرحى حركة مساوية لحركة الرحى و على خلاف جهتها و هذا معارض بالحوت المتحرك في الماء على ما سيجي‌ء، و اعترض أصحاب الخلاء على القائلين بسطحية المكان بوجوه، منها: تضاد الأحكام كحركة الساكن و سكون المتحرك لأنه يلزم أن يكون الطير الواقف في الريح الهابّة متحركا لتبدّل الأمكنة، و أن يكون المحفوف بالكرباس و المحمول في الصندوق منتقلين من بلد إلى بلد ساكنا، و كذا الحوت المتحرك في الماء حركة مساوية لحركته جهة و سرعة لعدم تبدّل أمكنتها، و منها ما أورد الحكيم ابن الهيثم من بقاء المكان مع نقصان المتمكن بل زيادة المكان، مع ذلك النقصان و بقاء المتمكن مع زيادة المكان يظهر الأول في الزق المملوء ماء و هو إذا نقص منه شي‌ء مما فيه، و الثاني في الجسم المثقوب، و الثالث في الشمعة المدوّرة مرة و المنبسطة أخرى، لكن المساواة بين‌

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست