نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 93
و استحالة حصول جسمين في واحد منه و اختلافه بالجهات، فنقول: لا يجوز
أن يكون المكان أمرا غير منقسم و لا أن يكون منقسما في جهة واحدة فقط لاستحالة
حصول الجسم في النقطة و [او] الخط فهو أما منقسم في جهتين أو في الجهات كلها، و
على الأول يكون المكان سطحا و لا يجوز أن يكون حالا في المتمكن لعدم صحة انتقال
الجسم من سطحه مع بقائه بحاله بل فيما يحويه. و يجب أن يكون مماسا للسطح الظاهر من
المتمكن في جميع جهاته و إلا لم يكن ماليا له فهو السطح الباطن من الجسم الحاوي
المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي و هذا هو مذهب جمهور الحكماء كالمعلم الأول و
الشيخين و من تابعهم. و على الثاني يكون المكان بعدا منطبقا على البعد الذي في
الجسم فهو إما أن يكون أمرا موجودا أو موهوما. أما الأول فهو مذهب أفلاطون و
أتباعه و القائلين بأن المكان هو البعد الموجود المجرّد عن المادة من شأنه أن ينفذ
فيه الأبعاد الجسمانية و يسمونه البعد المفطور. و أما الثاني فهو مذهب المتكلمين
القائلين بأن لكل جسم فراغا موهوما موافقا للجسم في المقدار و التناهي يشغله الجسم
و يملأه على سبيل التوهم.
و لما كان مذهب المشّائين هو المختار عند المصنف أراد أن يثبته في
هذا الفصل فقال بعد ما ردّده بين البعد و السطح: بحسب الحصر الاستقرائي حيث لا
يتصور شيء سواهما يوجد له أمارات المكانو الأولأي البعد
مفطورا كان أو موهوماباطل
فتعين الثانيو هو السطح
المذكور،و
إنما قلنا: أنه باطل لأنهأي المكانلو كان خلاء فإما أن يكون لا شيئا محضا
أو بعداموجودامجردا عن المادة،لكن كل من شقّي التالي باطل فكذا المقدم أما أنهلا سبيل إلىالشقالأولمن التاليلأنه يكون خلاء أقل من خلاء فلأن الخلاء بين الجدارين أقل من
الخلاء بين المدينتين و ما يقبل الزيادة و النقصانفيكون مقدارا أو ذا مقدارو استحال أن يكون لا شيئا محضالأن امتناع الصفة يوجب امتناع الموصوف المأخوذ مع تلك الصفة، فامتنع
الخلاء بمعنى اللاشيء المحض فبطل مذهب المتكلمين. و أما أنهلا سبيل إلىالشقالثاني
منهأي كون الخلاء بمعنى
البعد المفطور فهولأنه
لو وجد البعد مجردا عن الهيولى لكان لذاته غنيا عن المحلو إلا لم يتجرد عنه لأن الحلول و عدم الحلول ليسا من الأمور التي
تعرض للأشياء لأمر خارج عنها كما يحكم به الحدس الصحيح، و إذا كان البعد المكاني
لذاته غنيا عن المحلفاستحال
اقترانهبه و حلوله
فيه،هذا
خلف،لأن البعد المادي حال
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 93