نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 81
و الأخس من الأخس و عدد الفريقين كثير كما في القرآن:وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا
هُوَ[1].
قالوا: و ليس صاحب النوع النفس فإن النفوس لا بد و أن يتألم بتألم
أبدانها، و صاحب النوع لا يتألم بتألم نوعه. و للنفس علاقة ببدن واحد، و لصاحب
النوع عناية بجميع أبدان نوعه، و النفس تحصل منها و من البدن الذي تتصرف فيه حيوان
واحد هو نوع واحد و صاحب ربّ الطلسم ليس كذلك، ثم ربّ الطلسم لنوع إذا كان فيّاضا
لذلك النوع فلا يكون محتاجا إلى الاستكمال به بخلاف النفس فإنها مفتقرة إلى
الاستكمال بالجسم. و علاقة الأجسام إنما هي لنقص في جوهر النفوس تستكمل بالعلاقة و
من له رتبة الإبداع لجسم لا يقهره علاقة ذلك الجسم، و كمال المفارق المحض التشبه
بمبدئه الواجب بالذات، فالعلاقة الجسمانية نقص له و الذي ينوّع الجوهر و يحصّل
وجوده كيف ينحصر بعلاقة عرضية؟ و كل هذا ظاهر لمن له أقل حدس.
الاعتراض الثاني:سلّمنا
أن نسبة المفارق إلى جميع الأجسام واحد لكن لا يلزم منه أن لا يصدر عن المفارق
الآثار المختلفة و إنما يكون كذلك لو لم يكن للأجسام و هيولياتها استعدادات مختلفة
بحسبها يصدر عن المفارق الآثار المختلفة كما يصدر عنه الكمالات المختلفة الفائضة
عليها، و أجيب عن هذين الإشكالين بأنّا نعلم بالضرورة أن تلك الآثار إنما تصدر من
الأجسام أو من المفارق بواسطة مبدأ قريب مقارن لها، فإن الإحراق يكون من النار و
الترطيب من الماء إلى غير ذلك. فلو لم يكن في الأجسام إلا الهيولى و الصورة
الجسمية لم تحصل تلك الآثار من الأجسام فلا بد أن يكون فيها أمر مقارن يكون علة
لتلك الآثار.
الاعتراض الثالث:سلمنا
ذلك لكن لم لا يجوز أن يكون تلك المبادي أعراضا إذ كل موجب أثّر في الأجسام لا
يلزم أن يكون صورة جوهرية فإن الميل القسري و غير القسري مبدأ ما للحركة و ليس
بصورة جوهرية و الحرارة في الحديدة الحامية مبدأ الحرق لجسم و الحركة في بعض
المواضع سبب للحرارة و ليست بصورة جوهرية و هكذا في أشياء كثيرة. لا يقال: ليست
هذه الأشياء آثارا مما ذكرتموه بل هي معدّات