نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 80
لا يجوز أن يكون للمفارق خصوصية بعض الأجسام دون بعض [لبعض]؟ كيف و
قد ذهب أفلاطون و من يحذو حذوه من المتألهين و حكماء الفرس كما قاله الشيخ الإلهي
صاحب «الإشراق» في كتبه ك «المطارحات» و «حكمةالإشراق» و غيرهما إلى أن لكل نوع من الأفلاك و
الكواكب و بسائط العناصر و مركباتها ربّا في عالم القدس و هو عقل مدبر لذلك النوع
ذو عناية به و هو الغادي و المنمي و المولّد في الأجسام النامية لامتناع صدور هذه
الأفعال المختلفة في النبات عن قوة بسيطة عديمة الشعور و فينا عن أنفسنا و إلا
لكان لنا شعور بها و هؤلاء يتعجبون ممن يقول: أن الألوان العجيبة في ريش من رياش
الطواويس إنما كان لاختلاف أمزجة تلك الريشة من غير قانون مضبوط و ربّ نوع حافظ،
بل هؤلاء ينسبون جميع أنواع الأجسام و هيئاتها إلى تلك الأرباب و يقولون: أن هذه
الهيئات المركبة العجيبة ظلال الإشراقات نورية و نسب معنوية في تلك الأرباب
النورية كما أن الهيئة البسيطة لنوع كرائحة المسك ظل لهيئة نورية في رب طلسم نوعه.
قالوا: و انجذاب الدهن إلى النار لما تبين أنه ليس لضرورة عدم الخلاء
على ما ذكر في موضعه و لا لجذب النار بخاصية لها فهو أيضا لتدبير يتعلق بصاحب
النوع للنار الحافظ للصنوبرة و لغيرها و هو الذي سماه الفرس ارديبهشت. فإن الفرس
كانوا أشد مبالغة في إثبات أرباب الطلسمات و هرمس و أغاثاذيمون و إن لم يذكروا
الحجة على إثباتها بل ادّعوا فيها المشاهدة الحقة المتكررة المتبينة على رياضاتهم
و مجاهداتهم و خلعهم أبدانهم، و إذا فعلوا هذا فليس لنا أن نناظرهم. كما أنّ
المشائين لا يناظرون بطليموس و ابرخس حتى أنّ أرسطو عوّل على أرصاد بابل و إذا
اعتبر رصد شخص أو أشخاص معدودة من أصحاب الأرصاد الجسمانية في الأمور الفلكية حتى
تبعهم من تلامذتهم و بنوا عليه علوما كالهيئة و النجوم فكيف لا يعتبر قول أساطين
الحكمة و التّأله في أمور شاهدوها بأرصادهم الروحانية في خلواتهم و رياضاتهم؟ بل
هذا أولى و ليس للمشاءين دليل على حصر العقول في عشرة أو عشرين، و بالجملة في
السلسلة الطولية، و لا يلزم أن يأخذ الأفلاك في التركيب في أول ما يأخذ العقول في
الترتيب بل العقول كما بينه شيخ الإشراق يحصل منها مبلغ كثير على الترتيب الطولي و
يحصل من تلك الطبقة على نسب بينها طبقة أخرى عرضية يجري مجرى الفروع يحصل من
الفروع من الأجسام الفلكية و العنصرية من البسائط و المركبات الأشرف من الأشرف
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 80