نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 287
البلوغ إلى الغاية المقصودة و هاهنا سر ليس هذا المشهد موضع بيانه. و
أما نظام الذبول فهو أيضا متأدّ إلى غاية و ذلك لأن له سببين:
أحدهما:بالذات، و هو
الحرارة.
و الآخربالعرض، و هو
الطبيعة.
و لكل منهما غاية، فغاية الحرارة تحليل الرطوبات و إفناء المادة
الرطبة، و غاية الطبيعة التي في البدن حفظ المادة ما أمكن بإمداد بعد إمداد لكن كل
مدد تال يكون الاستمداد منه أقل من المدد الأول فيكون نقصان الإمداد سببا لنظام
الذبول بالعرض.
و أما الزيادات و التشويهات فهي كائنة لغاية ما، فإن المادة إذا فصلت
أفادتها الطبيعة الصورة التي تستحقها و لا تهملها كما علمت، فيكون فعل الطبيعة
فيها بالغاية، و إن لم يكن غاية للبدن بمجموعه و لا يلزم أن يكون غاية شيء كغيره.
و في الشبهة الثالثة:إن
القوة المحرّقة لها غاية واحدة و هي إحالة المتحرّق إلى مشاكلة جوهرها، و أما سائر
الأفاعيل، كالعقد و الحل و التسويد و التبييض و غيرها فهي توابع ضرورية و الضروري
من جملة الغايات بالعرض عندهم كما ستعلم.
و في الشبهة الرابعة:إن
ما نقل في سبب المطر منعناه، بل السبب فيه أوضاع سماوية يلحقها قوابل و استعدادات
أرضية للنظام الكلي و انفتاح الخيرات و نزول البركات، فهي أسباب إلهية لها غايات
دائمة أو أكثرية في الطبيعة.
المبحث الثالث:
إن من المعطلة قوما جعلوا فعل اللّه تعالى خاليا عن الحكمة و المصلحة
مع أنك قد علمت أن للطبيعة غايات. و أن فعل النائم و الساهي لا ينفك عن غاية و
مصلحة لبعض قواه متمسكين بحجج هي أوهن من بيوت العنكبوت منها: التشبث في إبطال
الداعي و المرجح، بأمثلة جزئية من طريقي الهارب و قدحي العطشان و رغيفي الجائع.
و لم يعلموا أن خفاء المرجح عن علمهم لا يوجب نفيه، فإن من جملة
المرجحات لأفاعيلنا في هذا العالم أمور خفية عنّا كالأوضاع الفلكية و الأمور
العالية. و لم يتفطنوا أنه مع إبطال الداعي في الأفعال و تمكين الإرادة الجزافية
ينقطع سبيل إثبات الصانع.
فإن الطريق إلى إثباته أن الجائز لا يستغني عن المرجح فلو أبطلنا هذه
القاعدة لم يمكننا إثبات واجب الوجود.
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 287