نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 167
السكون إنما هو بين الحركتين المختلفتين الذاتيتين و حركة الكرة و
الكوكب بحركة الدولاب و الفلك ليست ذاتية بل عرضية إذ الميل إنما يثبت لأجل الحركة
الذاتية سواء كانت طبيعية أو إرادية أو قسرية و لا مدخل للحركة العرضية في ثبوت
الميل للجسمفعلم أنّ
الحركة الحافظة للزمان ليست مستقيمة فتكون مستديرة.
اعلم أن المقدمة المذكورة في هذا المطلوب و هي إثبات السكون بين
الحركات التي تفعل الحدود مما اختلفوا فيها، فذهب المعلم الأول و المشّاءون و
أتباعهم كالشيخين إلى إثباته و ذهب أفلاطون و الرواقيون و شيعتهم كالشيخ الإلهي
إلى نفيه و لكل واحد من الطائفتين حجج و مناقضات تركناها مخافة الإسهاب و المطلوب
الذي هو بيان أن الحركة الحافظة للزمان دورية لا يتوقف على إثبات السكون المذكور،
بل القائلون بنفي لزوم السكون بين الحركات الفاعلة للحدود و النقطة الرجوعية أو
الانعطافية يستندون الزمان أيضا إلى الحركة المستديرة دون غيرها لامتناع اتّصال
الحركات المختلفة بعضها ببعض بحيث يصير المجموع حركة واحدة و الزمان إذ هو شيء
واحد متصل يجب أن يكون مستندا إلى ما هو مثله في الاتصال الوحداني، و غير الدورية
من الحركات مستقيمة كانت أو كيفية أو كمية متوجهة إلى غاية ما ثم راجعة عنها فهي
لا محالة متكثرة غير وحدانية، فإذن الحركة الحافظة للزمان ليست إلا المستديرةو هذه الحركة غير منقطعة و إلا لزم
انقطاع الزمان فلا بد من وجود حركة مستديرة دائمةو الحركة المحتملة للدوام لا تتحقق في غير الفلك لأنها لا تكون
طبيعية و لا قسرية.
أما الأولى:فلانقطاعها
لأنها لا تكون مستديرة كما سيجيء.
و أما الثانية:فلرجوع القسر
إلى الطبع فتنقطع بانقطاعها و أما تجويز استدامتها بتعاقب القواسر الغير المتناهية
فينافي الاتصال الوحداني للزمان و الحركة الإرادية التي توجد فيما تحت فلك القمر-
أعني حركات الحيوانات- لا يحتمل الدوام لوجوب تحلل الأبدان العنصرية، و الدوام
النوعي لا يفيد الاتصال كما علمت. فثبت بهذه المقدمات أن الحركة الصالحة للدوام
الحافظة للزمان ليست إلا الحركة الدورية الفلكية و يجب أن تكون تلك الحركة أسرع
الحركات المستديرة و أظهرها فعلية لأن الزمان المستحفظ بها أظهر المقادير آنية و
أوسعها إحاطة و ما هي إلا ما هى على منطقة معدل النهار و من الحركة اليومية التي
بها تتقوّم الأيام و الساعات و الشهور و السنوات و بمقدار
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 167