responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 135

حقيقيتان لأن الفوقية و التحتية ثابتتان بالطبع يتوجه بعض الأجسام في حركته الطبيعية إلى إحداهما و البعض الآخر منها المباين له بالماهية إلى الأخرى، و لهذا لا تتبدل إحداهما بالأخرى إذ ليس ثبوتهما باعتبار إضافتهما إلى شي‌ء خارج عنهما فليس فوقية الفوق باعتبار وقوعه فيما يلي رأس الإنسان و لا تحتية التحت باعتبار وقوعه فيما يلي قدميه، بل الوضع الطبيعي للإنسان هو أن يكون كذلك فإذا انقلب هذا الوضع بالانتكاس لم يبق الإنسان على الوضع الطبيعي لا أن ينقلب الفوق تحتا و بالعكس بخلاف الأربع الباقية فإنها ليست بحقيقية فإن كونها تلك الجهات ليست باعتبار نفس الحقيقية، بل باعتبار إضافتها إلى ما هو خارج عنها، بل كل منها عند التحقيق جهة فوق أو تحت اعتبرت معها إضافة إلى شي‌ء تارة فصارت بها جهة، و إلى مقابل ذلك الشي‌ء أخرى فصارت بها جهة أخرى مقابل للجهة الأولى و لهذا يتبدل تلك الإضافات، فإن اليمين مثلا بالحقيقة جهة فوق أو تحت اعتبر كونها واقعا فيما يلي أقوى جانبي الإنسان و كذا اليسار إنما هي إحداهما معتبرة معها وقوعها فيما يلي أضعف الجانبين و لهذا ينقلب اليمين يسارا و بالعكس بانقلاب الإضافتين، و إلى ما ذكرنا أشار بقوله‌: و بيانه‌- أي بيان كون الفلك مستديرا- أن هاهنا جهتين متقابلتين لا تتبدلان إحداهما فوق و الأخرى تحت.

فإن قلت: لما كانت جهتا الفوق و التحت على ما قررتم ما يلي رأس الإنسان و قدمه بالطبع فالتبدل يجري فيهما كما يجري في الجهات الأربع الباقية و ذلك لأن الشخصين القائمين على طرفي قطر من الأرض رأس كل منهما و قدمه على النحو الطبيعي فيكون الجانب الذي يلي رأس كل منهما يلي قدم الآخر بالطبع فيكون فوق كل منهما تحتا بالقياس إلى الآخر و كذلك العكس، فكيف قلتم أنهما لا يتبدلان؟.

قلنا: ليس ما يلي رأس كل منهما بالطبع هو ما يلي قدم الآخر بالطبع، فإن النسبة التي لرأس كل من الشخصين مع الجهة المحاذية له نسبة طبيعية ليست هي كنسبة قدم الشخص الآخر معها و إلا لكانت نسبة قدم الشخص الآخر لو فرضناها موضع رأس الشخص الأول نسبة طبيعية و ليست كذلك فلا يكون نسبة رأس شخص إلى ما يحاذي رأسه من السماء كنسبة قدم الشخص الآخر إليه‌، و كل واحد منهما من الفوق و التحت‌ موجود ذو وضع غير منقسم في امتداد مأخذ الحركة أي الامتداد الذي يأخذ و يقع فيه الحركات المستقيمة و متى كان كل واحد منهما كذلك أي موجودا ذا

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست