responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 60

ويؤديه إلى الحس الباطن مثل إدراك الشاة لصورة الذئب أعنى تشكّله وهيئته ولونه ، فإن الحس الباطن من الشاة يدركها ، لكن إنما يدركها أوّلا حسها الظاهر. وأما المعنى فهو الشىء الذى تدركه النفس من المحسوس من غير أن يدركه الحس الظاهر أوّلا ، مثل إدراك الشاة للمعنى المضاد فى الذئب أو للمعنى الموجب لخوفها إياه ، وهربها عنه من غير أن يدرك الحس ذلك ألبتة. فالذى يدرك من الذئب أولا الحس الظاهر ثم الحس الباطن فإنه يخصّ فى هذا الموضع باسم الصورة [١]. والذى تدركه القوى الباطنة دون الحس فيخص فى هذا الموضع باسم المعنى.

والفرق بين الإدراك مع الفعل والإدراك لا مع الفعل ، أن من أفعال بعض القوى الباطنة أن يركّب بعض الصور والمعانى المدركة مع بعض ويفصّله عن بعض ، فيكون قد أدرك وفعل أيضا فيما أدرك.

وأما الإدراك لا مع الفعل فهو أن تكون الصورة أو المعنى يرتسم فى الشىء فقط من غير أن يكون له أن يفعل فيه تصرفا ألبتة.

والفرق بين الإدراك الأول والإدراك الثانى أن الإدراك الأول هو أن يكون حصول الصورة على نحو مّا من الحصول وقد وقع للشىء من نفسه ؛ والإدراك الثانى هو أن يكون حصولها للشىء من جهة شىء آخر أدّى إليها.

فمن القوى المدركة الباطنة الحيوانية قوة بنطاسيا [٢] والحس المشترك


[١] قوله : يخص فى هذا الموضع باسم الصورة. وسيأتى قوله فى ذلك فى آخر الفصل الاول من المقالة الرابعة : « قد جرت العادة بان يسمى مدرك الحس المشترك صورة ، ومدرك الوهم معنى ».

[٢] بنط : بتقديم الباء على النون بمعنى اللوح. والسيا بمعنى النفس يونانى. يعنى لوح النفس.

نام کتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست