نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 2 صفحه : 262
فإذا قيل مثلا إن دواء كذا يفعل بجوهره، فيعنى أنه يفعل بهذه الصورة
التي تنوع[1]بها. و إذا قيل إنه يفعل بكيفيته، فيعنى أنه يفعل[2]بما استفاده[3]من
العناصر، أو بمزاجه.
فالسقمونيا يسخن بما فيه من الجوهر النارى.[4]لكنه ليس يسهل الصفراء بذلك؛ بل[5]بالقوة المستفادة التي[6]له
فى نوعيته التي استعد لقبولها بالمزاج.
و كثيرا ما تكون[7]هذه
القوة فصلا للنوع، و كثيرا ما تكون[8][9]خاصة.[10]و يعسر علينا إعطاء علامة نميز[11]بها بين ذينك، و لكن لفظة الخاصة فى[12]هذا الموضع، فى استعمال[13]الطبيعيين،
تطلق[14]على الشىء الذي يدعى فى المنطق فصلا، و على الشىء الذي يدعى خاصة.
و كثير من القوى التي تكون[15]فى المركبات لا تفعل[16]فعلها
ما لم يرد بدن حيوان أو نبات، فتنفعل عن البدن،[17]و تنهض[18]فيه القوة الغالبة فيه. فكثيرا ما يكون الشىء هنالك[19]قد سخن تسخينا،[20]و
الغالب فى جوهره[21]الشىء البارد. و ذلك إذا كان الجوهر البارد فيه لا ينفعل عن الحار
الغريزى انفعال الجوهر الحار؛ لأن ذلك غليظ كثيف،[22]فلا[23]يستحيل، أو لا ينفذ فى المسام. و يفعل الجوهر الحار[24]فعله، فيكون ذلك الشىء حارا بالقياس إلى فعله فى البدن، و يكون
باردا فى أغلب جوهره. و ربما كان[25]الأمر
بالعكس.
فكثيرا ما يكون الحار غالبا عليه، لكنه يكون شديد الامتزاج باليابس
الغليظ الذي فيه، و يكون البارد أسلس مزاجا، و يسرع إلى الانفصال.
و ربما كان أحد هذين من طبيعته أن لا ينفعل عن الحار الغريزى، و كان
الآخر بحيث ينفعل عنه. و ربما كان الشىء حارا فى الغالب، و لم يسخن تسخين شىء
آخر فى حكمه، إذا كان[26]سريع
الانفشاش، أو الانحلال كدهن البلسان[27]إذا
استعمل فى المروخات.[28]