و أما النمو فإنه لا يكون إلا بزيادة ما، و لا كل زيادة. فإن
المتكاثف، كالماء، إذا استحال هواء، فزاد حجمه، فقد فسد و حدث شىء آخر مع حجمه، و
لم يكن موصوفا بحركه الازدياد[3]التي
عرضت؛[4]و لا أيضا إذا كان الموصوف باقيا و لم ينضف إليه[5]زيادة من خارج مثل الماء إذا تخلخل عند استحالته إلى السخونة، و هو
ماء بعد؛ و لا كل زيادة منضمة[6]فإنه
إذا التصق[7]بالجسم جسم،[8]أو
زيد على ماء ماء، و كل واحد من المزيد عليهما ساكن، لم يستحل شيئا؛ و إنما انضاف[9]إليه زيادة، فلا يكون ذلك حركة النمو؛ بل يجب أن يكون الشىء الباقى[10]بالنوع[11]تحرك بكليته إلى الازدياد بما يدخل عليه، و لا كل ما كان أيضا كذلك؛
فإن الشيخ[12]بعد وقوف النمو قد يسمن، كما أن النامى فى سن النمو قد يهزل. و ليس[13]زيادة السمن من النمو، كما ليس نقصان الهزال من الذبول؛ بل يجب أن
يكون ذلك الازدياد مستمرا على تناسب مؤد إلى كمال النشوء،[14]و يكون الوارد قد فسد و استحال[15]إلى مشاكلة المورود عليه، و المورود عليه قد نما[16]ممتدا فى الأقطار متجها إلى كمال النشوء.[17]فيجب أن يكون هذا الوارد يداخل المورود عليه، نافذا فى خلل[18]تحدثه فى جسمه