نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 328
على التلطيف[1]أقوى،
و أما المحكوك، فلأن دوام[2]الحك
عليه يكون مما يزيده تأثيرا بعد تأثير. و هاهنا لا الحاك و لا المحكوك واحد، بل
عندهم و على قياس قولهم يجب أن يتحرك كسلسلة مدفوعة قدما، و يكون كل جزء نفرضه
حاكا بعينه لمحكوك[3]بعينه[4]، و عسى أن يكون وجه إعطاء
هذه العلة لهذه التزيد فى الباب المنسوب[5]إلى القوة أوضح.
فعسى أن الحك إذا تكرر على المرمى أكثر، يسخن أكثر، فلا يزال يتسخن[6]بالحك أكثر، و القوة المستفادة تضعف. إلا أن التلطيف[7][8]المستفاد بالتسخن يكون متداركا أو موفيا[9]على المعنى الذي يفوت بالضعف، ما دام فى القوة ثبات ما، فإذا ترادف
الصك على القوة و استرخت[10]ضعف
أيضا الحك، و بلغ مبلغا لا يفى بتدارك تأثير الصك.
على أنا لا نعول فى ذلك على هذه العلة كل التعويل، و إن كان قد يجوز
أن يكون ذلك من إحدى معنيات العلل المزيدة فى الوسط، فقد اتضح أن الحركة القسرية
كيف هى، و على كم قسم هى، و أن كل حركة فعن[11]قوة تكون فى المحرك[12]، بها يندفع، إما قسرية، و
إما عرضية، و إما طبيعية.
فلنتكلم على الحركة التي يقال إنها من تلقاء المتحرك، فقد وقع[13]فى أمرها بين أهل النظر تخالف و تشاح[14]، ما كان من حق هذا المعنى
أن يقع من التفتيش عنه و المناقشة فيه ما وقع بين طبقات أهل النظر. فإن معول ذلك
على الاسم، فقد جعله بعضهم لمعنى، و بعضهم لمعنى آخر، و لكل منهم أن يجعل ما
يجعله[15]، و ليس لأحد[16]منهم[17]أن يشاح[18]فيه
غيره، فمنهم من جعل المتحرك من تلقائه ما لموضوعه أن يتحرك بطبعه حركة غير تلك
الحركة، مع ذلك ليس عن سبب من خارج. فعلى وضع هؤلاء، يدخل النبات فى جملة المتحرك
من تلقائه، و يخرج[19]الفلك من أن يكون متحركا من تلقائه، و هم مع ذلك يمنعون أن يخرج
الفلك من ذلك. و منهم من شرط أن يكون له مع ذلك أن لا يتحرك، فإن أخذ هذا مطلقا لم
يكن الفلك أيضا داخلا فى المتحرك من تلقائه، و إن زيد عليه و له أن لا يتحرك إذا
شاء[20]من غير زيادة شرط أن من شأنه أن يشأ دخل فيه الفلك، و ليس إذا كان لا
يشاء أمرا البتة أو لا يجوز[21]