نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 325
العلم فيه اختلافا على مذاهب. فمنهم[1]من يرى أن السبب فيه رجوع لهواء المدفوع فيه إلى خلف المرمى و
التئامه هناك التئاما[2]بضغط ما أمامه. و منهم من يقول: إن الدافع يدفع الهواء و المرمى
جميعا، لكن الهواء أقبل للدفع، فيندفع أسرع، فيجذب معه الموضوع فيه. و منهم من يرى
أن السبب فى ذلك قوة يستفيدها المتحرك من المحرك تثبت فيه مدة إلى أن تبطلها[3]مصاكات تتصل[4]عليه
مما يماسه و ينحرف به، فكلما[5]ضعف
بذلك، قوى عليه الميل الطبيعى و المصاكة فأبطلت القوة، فمضى المرمى نحو جهة ميله
الطبيعى.
قال[6]أصحاب القول بتحرك[7]الهواء:
و ليس يعظم أن تكون حركة الهواء تبلغ من القوة ما يحمل[8]الحجارة و الأجسام العظيمة، فإن الصوت العظيم ربما دك أنفا[9]من الجبل، و هاهنا جبال إذا صبح منها انحطم[10]أركانها، و الرعد يهد[11]الأبنية
المشيدة، و يقلب قلل الجبال، و يغلق الصخور الصم. و من الناس من يفتتح[12]القلاع المبنية فى القلل بتكثير البوقات و الإلحاح عليها.
و كيف[13]يمكننا أن نقول: إن الهواء الراجع إلى خلف[14]التأم التئاما ضغط ما قدامه إلى قدام، و ما سبب حركته إلى قدام[15]عند الالتئام، حتى يدفع ما ورائه. و كيف يمكننا أن نقول: إن المحرك
أعار المتحرك قوة، و ذلك لأنها لا تخلو من أن تكون إحدى القوى[16]التي هى الطبيعية و النفسانية و العرضية، و ليست طبيعية و لا نفسانية
و لا عرضية، لأن القوة المحركة[17]إلى
فوق زعمتم أنها فى[18]جوهر النار بمعنى الصورة[19]، و إذا[20]كانت فى الحجر كانت عرضا فكيف تكون طبيعة واحدة عرضا و صورة. و لو
كان المحرك أفاد قوة، لكان أقوى فعلها فى ابتداء وجودها و كان[21]يجب أن تأخذ فى الانسلاخ و الموجود هو أن أقوى فعلها[22]فى الوسط من الحركة[23]. أما[24]إن كانت علة هذه الحركة حمل[25]الهواء للمرمى، فقد توجد لذلك علة، و هو أن الهواء يتلطف بالحركة، و
يزداد[26]سرعة و انخراقا لما[27]ينفذ
فيه من الهواء الناقل للمرمى، و لا يوجد هذه العلة هناك.
و قد قال قوم بالتولد، و قالوا: لأن من طبع الحركة أن تتولد بعدها
حركة، و من طبع الاعتماد أن يتولد بعده اعتماد. و لم يمنعوا أن تكون الحركة تعدم،
ثم يتبعها سكون ثم يتولد عن الاعتماد بعد ذلك حركة