نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 322
طبيعى، بل[1]في
أكثر الأمر له[2]انضغاط[3]بعد إلى السفل، و اختلاف في بعض أجزائه من تحت، فإذا[4]تبع الحركة الهوائية تبعها أجزاؤه العالية في كثير من الأمر على سبيل
التموج. و أما السافلة فيعرض لها السبب المقول، فيعرض من ذلك كالتميز، و الجو
العالى يصيب[5]المكان الطبيعى على الوجه الطبيعى، فيحق[6]عليه لزومه و الالتصاق به. على أن الهواء قد عرض له أيضا بسبب[7]الجبال و الرياح أمر[8]أوجب
تميزا[9]ممّا في أجزائه.
فهذا بيان حال[10]الحركة
بالعرض. فيسقط[11]من هذا تشنيع ما أورده[12]بعضهم،
فقال: إن كانت الحركة التي للنار قسرية، و هى حركة دائمة، فقد وجد قسر دائم، و هذا
خلاف لرأيكم. و إن كانت[13]هذه
الحركة طبيعية و لجسمها حركة أخرى بالطبع كالسمو[14]، فيكون لجسم بسيط حركتان
طبيعيتان، و قد منعتم من ذلك. فهذا مثال ما يكون المتحرك بالعرض، من شأنه أن يتحرك
بالذات. و أما مثال المتحرك بالعرض، الذي ليس من شأنه أن يتحرك، فهو أن يكون هذا
المقارن ليس لمقارنته[15]مقارنة
جسم لجسم، بل مقارنة شيء من الأشياء الموجودة في الجسم صورة في هيولاه أو عرضا في
الجسم، فتصير له بسبب[16]الجسم
جهة تختص بها الإشارة الواقعة إلى ذاته، و تصير له أجزاء كأجزاء الجسم تختص بأن
تلى ما يليه الجسم من الأجسام المقارنة له، فتصير له كالأين لأين الجسم، و كالوضع
لوضع الجسم. فإذا حصل للجسم مكان آخر، تبدلت الجهة المصابة بالإشارة، و إذا[17]حصل له وضع آخر، تبدلت حال جزء ما، إذ[18]صار لذلك الأمر كالأجزاء، فقيل إنه قد انتقل في الأين أو في الوضع، و
إن كانت النفس صورة قائمة في مادة البدن. فإذا عرض للبدن الحركة بالعرض لحقت النفس
بالعرض، و كذلك سائر التغيرات التي تعرض لذلك الجزء الذي تقوم[19]فيه النفس وحده، و إن كان[20]من النفس ما ليس مقارنته بأن يكون[21]منطبعا في البدن الذي فيه، فإنه لا يتحرك و لا بالعرض.
و قد سئل أنه لم كانت النفس يقال لها: إنها تتحرك بالعرض في الأين[22]، و لا يقال لها[23]: تسود بالعرض في اسوداد البدن.