فى الجسم. فليس يصح أن يتحرك الجسم عن ذلك، إلا و فيه ميل متقدم، فإن الكلام في التحريك‌ [1] المبتدأ [2] الواقع بقصد النفس، كالكلام في ميله الواقع لسبب من خارج، فإنك ترى نفس الحيوان يختلف تحريكه‌ [3] لبدنه و القوة واحدة بحسب ما في بدنه من الميل الثقيل الزائد و الناقص، و تجد للزائد مقاومة ما، فنجد الكلام قائما. ثم في هذا مباحث يجب أن يرجع فها إلى اللواحق فنجد ما يمتنعك فيها [4] إن كنت في الإسهاب أرغب.

فقد بان‌ [5] أن كل جسم طبيعى ففيه مبدأ حركة و أن الجسم الذي لا يفارق‌ [6] مكانه الطبيعى ففيه مبدأ حركة وضعية مستديرة. و نقول إنه لا يجوز أن يكون في جسم واحد مبدأ حركة مستقيمة، و مبدأ حركة مستديرة، حتى يكون إذا كان في موضعه الطبيعى تحرك في الوضع، و إذا كان في غير موضعه‌ [7] الطبيعى تحرك إليه على الاستقامة، لأنه عند ما يتحرك إلى مكانه بعينه بالاستقامة لا يخلو إما أن يكون فيه مبدأ ميل إلى حركة مستديرة، أو لا يكون، فإن لم يكن، فإذا حصل في مكانه الطبيعى و لم يحدث هذا الميل، وجب من‌ [8] ذلك أن لا يكون فيه مبدأ حركة مستديرة، لا في‌ [9] مكانه و لا خارجا عن مكانه، و إن حدث فيه هذا الميل، كان هذا الميل ليس غريزيا له تابعا لجوهره، بل أمر يحدث له في مكانه الطبيعى، و لا تكون العلة فيه إلا مماسة لمكانه الطبيعى على وضع ما [10]، أو حصوله في حيز طبيعى على وضع ما، و تلك المماسة، و ذلك الحصول لا يجب ميلا عن حال إلى مثلها، بل لا يوجب هربا عن ذاته إلى مثل ذاته فليس إذن موجب‌ [11] ذلك الميل موافاة الحيز سواء كان أحدث الإيجاب إيجابا بلا توسط طبيعة، أو أحدثه إيجابا بتوسط طبيعة، إذا حصل‌ [12] جسمها في حيز طبيعى صدر عنها [13] حينئذ هذا الميل، فإن البحث في ذلك كله واحد و الكلام واحد. و لا أيضا لك أن تقول: إن النفس المحركة تأخذ هناك في التحريك و الإمالة [14] أخذ مبتدأ بعد ما لم يكن، بحدوث القصد و الإرادة بعد ما لم يكن. فقد منع هذا أيضا، و تبين‌ [15] أنه غير ممكن أن يقع مثله إلا و هناك مبدأ ميل في الطبع، فيجب أن يكون ذلك الميل لازما، و إن كان عن نفس فيكون لزومه‌ [16] عن إرادة طبيعية دائمة، ما دام ذلك الجسم موجودا. و لا يلزم على‌ [17] هذا حال المستقيم من أنه تارة يتحرك و تارة يسكن، يتحرك في غير

[1] فى التحريك: بالتحريك سا

[2] المبتدأ: المبدأ ب.

[3] تحريكه: تحريكها م.

[4] فيها (الثانية): منها سا، ط.

[5] بأن:+ لك و اتضح سا

[6] لا يفارق: يفارق م.

[7] موضعه (الثانية): مكانه بخ، سا.

[8] من: ساقطة من م.

[9] لا في: و لا في ط.

[10] ما: ساقطة من د، ط، م.

[11] موجب: يوجب ب، م.

[12] حصل: ساقطة من م‌

[13] عنها: عنه ط.

[14] و الإمالة: أو الإمالة سا.

[15] و تبين: و بين د، سا، م.

[16] نفس فيكون لزومه: نفس لزومه ب؛ نفس له سا؛ نفس لزومه لزوما ط؛ نفس لزوم م.

[17] على: ساقطة من م.