نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 303
طبيعية، و كيف تكون[1]و
ليس شيء من الأوضاع و الأيون التي تفرض[2]مهروبا عنه[3]بالطبع
بتلك الحركة إلا و هو بعينه مقصود إليه بالطبع بتلك الحركة[4]، و محال أن تهرب الطبيعة
بالطبع عن أمور تؤمها[5]بالطبع فالحركات المستديرة تكون إما من أسباب من[6]خارج، و إما عن[7]قوة
غير الطبع، بل عن قوة إرادية. و قد يجوز أن لا يختلف ما يكون عن القوة الإرادية،
إذا لم تختلف الدواعى و الموانع و الغايات و الأغراض[8]، فلم تتجدد الإرادات و
كانت[9]الواحدة منها[10]مبلوغا
بها[11]المراد فى الحركة، و لا يمنع كون الحركة المستديرة لجسم بسيط أن[12]يكون ذلك الجسم ذا نفس على ما يشكك[13]به بعضهم قائلا: إن المشائين يوحون أن لا تكون النفس إلا للجسم[14]المركب، ثم يقولون لحركة[15]مستديرة
بسيطة هى صادرة عن نفس و أنها لجرم بسيط. و ذلك لأن المشائين لم يمنعوا أن يكون فى
البسائط كلها متنفس[16]، بل إنما منعوا[17]أن يكون ذلك الجسم من البسائط الأسطقسية الموضوعة للتركيب. فإن هذه
البسائط ما لم تتركب[18]و لم تعتدل و لم تسقط غلبات التضاد لم[19]يقبل الحياة، فإن كان جسم بسيط لا ضد له فى طبعه[20]، فهو أقبل للحياة.
و يجب أن يعرف هاهنا أن الطبيعى على كم أوجه يقال، بحسب ما ينتفع به
فى الموضع[21]الذي نحن فيه، ثم نتمم الكلام فى الحركة الطبيعية، فنقول: إن الطبيعى
قد يقال بالقياس إلى الشيء[22]الذي
له لأمر الطبيعى وحده، و قد يقال لا بالقياس إليه وحده، بل بالقياس إلى طباع الكل بالشركة،
مثال هذا القسم هو أن كون[23]الأرض
غير حقيقة التدوير، و انكشافها عن الماء ليس طبيعيا، بالقياس إلى طبيعة الأرض
نفسها[24]. فإن طبيعة كل بسيط لا تقتضى اختلافا فيه، بل تقتضى التشابه، فيجب أن
يكون الشكل الطبيعى البسيط[25]كريا.
و لكن الأمر الذي تقتضيه طبيعة الأرض من استعدادها و فعلها معا إذا قرن به طبيعة
الكل، كان وجود هذا الشكل له طبيعيا، أى[26]أمرا يجب عن[27]طباعه
و طباع الكل، و ما عليه مجرى الأمر الجزئى[28]فى الكل، على ما سنوضح هذا فى موضعه. و كذلك[29]تصرف