نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 296
على أن هذا تعليق لأحكام طبيعية بأوهام[1]رياضية و هو غير صواب، فإن ذلك مع أنه خروج عن الصناعة فليس يلزم[2]منه. المراد على ما بيناه[3]إلا أن يوجب منه اتصال[4]الحركتين
المذكورتين فى الوهم، و نحن[5]لا
نمنع اتصال الحركتين المذكورتين فى الوهم، إنما نمنع ذلك فى الأمور الطبيعية
الخارجة عن الأوهام.
ثم لأولئك أن يعودوا[6]و
ينقضوا[7]حجج هؤلاء، أما الأولى فلأنها[8]سوفسطائية، و ذلك لأنه إما أن يعنى بالآن الذي يكون فيه مباينا طرف
الزمان الذي يكون فيه مباينا، فيكون طرف زمان المباينة التي هى الحركة، فيكون ذلك
بعينه الآن الذي كان فيه مماسا، فلا يمتنع أن يكون طرف زمان الحركة شيئا ليس فيه
حركة، بل فيه أمر مخالف للحركة، و أن يكون طرف زمان المباينة هو نفس آن المماسة، و
ليس فيه مباينة. و إن عنى به آن يصدق فيه القول إن الشيء مباين، فحق أن بينهما
زمانا، لكنه الزمان الذي يحرك فيه من المماسة إلى ذلك البعد، و ليس ذلك الزمان
زمان السكون، خصوصا[9]و من[10]مذهبهم أن الحركة و المباينة و ما يجرى ذلك المجرى[11]، ليس له أول ما يكون حركة و
مباينة.
و كذلك إن تركوا لفظة[12]المباينة،
و أوردوا[13]بدلها لا مماسة، فإنه يجوز أن يكون فى طرف الزمان الذي فى كله[14]لا مماسة، مماسة[15]. و
قد سلف منا بيان يتعلق به تحقق[16]هذا
المكان، فلنستعن به. و على أن جميع ذلك ينتقض إذا كان المتحرك فيه أعنى المسافة قد
عرض[17]فيه فصول بالفعل بأن صار بعضه أسود و بعضه أبيض، أو كان أجزاء منضودة
على التماس، فكان هناك حدود بالفعل. لكنه ليس يبعد أن يقال إنه إذا عرض ذلك، وجب
أن يقع عند الفصول بالفعل وقفات، و تكون الحركة أبطأ منها لو لم[18]تكن.
و أظن أن بعضهم قال: أما القطوع[19]فكذلك، و أما ما تكون النهايات فيه بالعرض[20]، كما بين السواد و البياض،
فإن الشيء لا يكون بالقياس إلى المتحرك ذا حدود، بل بالقياس إلى تلك الكيفيات، و
هو بالقياس[21]إلى ذلك متصل، كأنه لا بياض فيه و لا سواد.
و هذا ليس يعجبنى، فإنه لم يكن المانع الذي أوردوه[22]أمرا بالقياس إلى شيء، بل كان لوجود أمر بالفعل