نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 281
بعض فى وقت ما، فليس ذلك لأن طباعها من حيث هى نقلة و استحالة و نمو
توجب ذلك، بل لأمر زائد[1]و
سبب من خارج. و أما الحركات الداخلة تحت جنس واحد، مثل التسود و التبيض الواقعين
فى جنس الكيفية على النحو من الوقوع المذكور فإنها قد تكون متضادة، فإن التسود
موافق[2]للتبيض[3]فى الجنس، و يشاركه فى الموضوع و لكنه مقابل له يستحيل اجتماعه معه[4]و هو معنى وجودى؛ كما أن التبيض معنى وجودى، و ليس مقولا بالقياس إلى
الآخر، و بينهما من الخلاف أكثر مما بين أحدهما و بين التصغر و غيره، و هو غاية
الخلاف. و هذه هى الأمور التي بها يصير الشيء ضد الشيء، فالتبيض ضد التسود[5]، كما أن البياض ضد السواد.
و كذلك فى مقولة الكم أيضا، فإن النمو ضد الذبول، فإنه و إن كان لقائل أن يقول: إن
الصغر[6]ليس بمضاد للكبر[7]، بل هو مضايف له. و كان
يجوز أن يبطل هذا بأن الصغير و الكبير اللذين[8]بحسب النوع يقالان على الإطلاق ليس[9]بالقياس، فإن فى[10]النمو
و الذبول اعتبار آخر يغنى عن أن يقال ذلك، لأن الحركة إلى الزيادة ليست إنما هى
حركة إلى[11]الزيادة، بالقياس إلى الحركة إلى النقصان، كما أن الزيادة إنما هى[12]زيادة بالقياس إلى النقصان، و على أن الزيادة و النقصان اللذين
يتوجهان إليه[13]محدودان فى الطبع ليسا بالقياس، و منجد الحال فى النمو و الذبول، كما
فى التبيض و التسود، و كذلك الحال فى التخلخل و التكاثف. و أما الحركات التي فى
الوضع فيشبه أن لا يكون فيها تضاد على نحو ما لا تضاد فى الحركات المستديرة، و
ستعلم هذا عن قريب[14]. و أما الحركة المكانية، فإن الجنس المستدير منها غير مضاد للجنس
المستقيم بوجه من الوجوه، و ذلك لأن فصول الحركات المتضادة، مع الاتفاق فى الجنس،
يجب أن تكون متقابلة متعاندة لا محالة، و تكون منسوبة لا محالة إلى أمر من الأمور
التي تتعلق بها الحركة. و الحركات ليس كونها متضادة هى[15]أن متحركها[16]متضادان[17]، فإن الأضداد قد يعرض لها
أن تتحرك حركة متفقة فى النوع، فإن النار[18]إذا عرض[19]له
حركة بالقسر إلى أسفل، و شاكل الحجر فى ذلك، كان نوعا الحركتين لا يختلفان فى
ذاتيهما[20]، إنما يختلفان بالقسر و
الطبع. و القسر و الطبع لا يجعل الشيء مختلفا[21]فإن الحرارة التي تحدث فى جسم[22]بالقسر، و التي تثور[23]بالطبع
متفقة الفعل؛ و السواد الذي يحدث بالقسر[24]، و الذي يحدث بالطبع، سواد
يؤثر تأثيرا واحدا، إنما يختلف بأن هذا