نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 279
انتهاء[1]، و ما كان فيه إلى البياض
كنسبة نظرائها[2]من ذلك الجانب إلى السواد. و هذا وجه غير متحقق[3]بحسب الأصول.
و قد يعرض أن يكون شيئان متقايسين على الإطلاق، و لا يكونان[4]متقايسين بالنسبة إلى شيء، فإن الكبير و الصغير فى الماء من حيث هو
ماء، غير الكبير و الصغير فى الهواء من-- حيث هو هواء، لأن غاية الكبر فى الماء
ليس مثل غاية الكبر[5]فى الهواء، و كذلك فى الصغر. و إذا[6]تخلخل الماء إلى كبر الهواء كان للحركة حد دون[7]حد تخلخل[8]الهواء
إلى كبر النار. فإذا أخذت هذه الحركات فى الكبر مطلقا و فى الصغر مطلقا كان ذلك
متقايسا[9]. و أما مقايسة[10]الكبر
النارى إلى الكبر الهوائى فليس بجائز، فالتخلخل الهوائى و هو الحركة إلى الكبر لا
يقاس بالتخلخل المائى، و لا تكاثفه بتكاثفه. فإن كبر هذا ليس من نوع كبر ذلك، و لا
صغره من نوع صغره، بل المقايسة تجرى بين نخلخلى هوائين أو تخلخلى ماءين؛ و كذلك
حال الطيران و المشي. اما[11]من
حيث الحركة فى مسافة مستقيمة، فقد يصح التقايس؛ و أما من حيث هذا طيران النسر و
هذا طيران العصفور فضلا عن المشي، فلا يتقايس طيران نسرى و طيران[12]عصفورى، بل الطيران النسرى يقايس[13]بالطيران النسرى، و العصفورى بالعصفورى[14]و كذلك النحلى العسلى بالنحلى العسلى و النحلى العنبى بالنحلى
العنبى. فيجب أن يراعى فى هذا الباب معنى ما فيه[15]الحركة و يراعى أخذه مطلقا أو بشرط[16]ثم ينظر إلى الزمان، فإن لم يختلف ذلك فى النوع صح التقايس فيهما[17]، فربما[18]كانت[19]المقايسة لا لطبيعة[20]النوع،
بل لطبيعة النوع مع عرض[21]. فأما[22]المتحرك فلا تأخذه شرطا فى هذا الباب، إذ لا يغير اختلافه اختلاف
الحركة، اللهم إلا أن يكون مأخوذا شرطا فى هيئة الحركة و فيما فيه الحركة،
كالعصفور للطيران العصفورى، فإن مسافة حركات العصفور[23]فى طيرانه غير مسافة حركات ما ليس بعصفور[24].
و قد يغلط فى هذا الباب اشتراك الاسم و اشتباهه[25]، مثل أنه يظن أن هذا[26]السكين يحد أسرع و أبطأ[27]مما
يحد هذا الصوت، و لكن[28]الحدة
فيهما لمعنى[29]مختلف. و كذلك يظن أن هذه العين الرمدة قد صحت أسرع مما صحت