نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 278
انطباقا مع انطباق النهايتين، و كيف يكون بينهما مقايسة البتة
بالفعل، عسى أن يكون ذلك بالقوة، أو عسى أن يكون ذلك التوهم بحيث أن المستدير لو
أمكن استقامته لكان حينئذ يوجد فيه مثل و زيادة[1]، فيكون إذن اعتبار التفاوت
و المساواة مرة بالفعل و مرة بالقوة المستندة[2]إلى[3]الوجود كالحال بين المثلث و المربع، و مرة باعتبار بعيد و هو أن يكون
الشيء بحيث لو كان يقبل التغير لصار إلى صفة الزيادة لا غير أو النقصان[4]لا غير أو المساواة لا غير.
و هذا اعتبار بعيد، فالحركات المقايسة المكانية هى التي يكون ما
يتحرك فيه متقايسا، فإن كان المثل يقطع فى زمان مثل[5]، فالسرعة متساوية، و إن كان
الأطول يقطع فى زمان مثل أو المثل يقطع فى زمان أطول، فالحركات غير متساوية، بل
متفاوتة بالزيادة و النقصان، فإن لم يكن ما[6]يتحرك فيه متقايسا[7]بالفعل
و لا بالقوة، فالحركات غير متقايسة بالفعل و لا بالقوة، و تكون[8]المستقيمة و المستديرة لا تقايس[9]بينهما بالتحقيق إلا المقايسة المذكورة البعيدة جدا.
و أما المقايسة المعتبرة[10]فى
الحركات الكيفية فمنها[11]وجه
قريب، و منها وجه بعيد، فالوجه القريب هو أن يكون ما يتحرك فيه قابلا لقياس
المشابهة الحقيقية، مثل سواد و سواد و حرارة و حرارة. فإذا كان متحرك ما قد[12]ابتدأ من كيفية شبيهة لكيفية[13]أخرى ابتدأ[14]منها
متحرك آخر، ثم انتهى إلى شبيه ما انتهى إليه الآخر فى زمان واحد، و كان كل موقف
متوهم يتوافيان فيه متشابهين لو وقفا عليه فهو[15]مساو له فى السرعة، و إن[16]كان
لم ينته إليه بعد. و لو وقفا جميعا فى وسط الزمان، كانت كيفيته أضعف، و بقى زمان[17]فهو أبطأ منه، فيكون[18]الآخر
أسرع منه. فيجب أن يكون المتحرك فيه واحدا، و المنتهى و المبدأ واحدا[19]، أى فى النوع[20]. و أما الوجه البعيد، فأن يكون الاعتبار بالضد، حتى إن كان أحد
المنتهى إليهما أو المبتدأ[21]منهما
طرفا فى التضاد، و الآخر ذلك الطرف الآخر لنظيره. أو إن كان[22]دون الطرف و أقرب إلى الوسط، كان الآخر من ذلك الجانب كذلك، و على
مثل ذلك القرب من الوسط. فيكون الاعتبار مثلا، أن هذا و هو يبيض، أسرع من هذا و هو
يسود أو مساو[23]له، حتى تكون نسبة ما منه ابتداء، و ما إليه